كامب زايست هولندا - رويترز، أ ف ب - قرر قضاة في محاكمة لوكربي أمس الخميس انه يمكن استخدام مذكرات خاصة بأحد المتهمين دليلاً ضده. وكان الدفاع عن المتهم الأمين خليفة فحيمة جادل أمام المحكمة بعدم جواز استخدام المذكرات كدليل لأن الشرطة الاسكتلندية حصلت عليها إثر "تفتيش غير قانوني" قامت به اثناء التحقيقات في مالطا في نيسان ابريل 1991. وقال القاضي الذي يرأس المحاكمة اللورد ساذرلاند: "في ضوء كل هذه الظروف، يبدو لنا انه يمكن التغاضي عن مثل الخطأ طريقة الحصول على المذكرات باعتبار انه حصل بعذر مقبول. والأكثر اهمية هو ان هذه قضية قتل... وفي هذه الحال فإن المصلحة العامة في محاكمة جنائية يجب ان يكون لها وزنها". وكان ساذرلاند وصف الجدل على استخدام المذكرات بأنه "محاكمة ضمن محاكمة". ويواجه الأمين فحيمة وعبدالباسط المقرحي اتهامات بوضع قنبلة دمرت طائرة الركاب التابعة لشركة "بان اميركان" فوق لوكربي اسكتلندا عام 1988 وهو الحادث الذي قتل فيه 270 شخصاً. الى ذلك، قال القاضي أيضا انه سيسمح بقبول بيان من هاشم ابو ندا، عضو جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أُعطي لشاهد آخر لم تُكشف هويته، لايداعه كوثيقة لدى المحكمة. وكان محامو الدفاع قدّموا في بداية المحاكمة، في أيار مايو الماضي، مذكرة تفيد بأنهم يُحمّلون منظمات فلسطينية متطرفة مسؤولية تفجير الطائرة الأميركية. وذكرت مذكرة الدفاع اسماء تسعة فلسطينيين من بينهم ابو ندا ومحمد ابو طالب. ومن المقرر ان يدلي الأخير بشهادته امام الادعاء في وقت لاحق من المحاكمة. واستجوب محامي الدفاع ريتشارد كين عن فحيمة في جلسة المحاكمة أمس ضابط الشرطة الاسكتلندي هنري وودز بل في شأن التحريات التي اجراها في تموز يوليو 1990 في شأن فلسطينيين قد تكون لهما علاقة بقضية لوكربي. وسمح القاضي لكين باستخدام إفادة للفلسطيني "أبو ندا"، قُدّمت للشرطة، أمام المحاكمة. وتركزت أسئلة كين على إظهار ان رجلين فلسطينيين كانا في مالطا سنة 1988، ومعهما رجل ثالث ينتمي الى جبهة النضال الشعبي، وان حقيبة سامسونايت أُرسلت الى مقر سكن "ابو ندا" في مالطا، وان الأخير أجرى اتصالات هاتفية بالفلسطيني أبو طالب في السويد. لكن بل رد على اسئلة أخرى طرحها محامي الإدعاء اليستر كامبل بالقول انه لا يذكر بدقة المقابلات التي اجراها في خصوص الفلسطينيين. وسأله كامبل هل توصل الى أي استنتاج، نتيجة تحقيقاته، في شأن إمكان علاقة ابو ندا وابو طالب بتفجير لوكربي، فأجاب: "لا إطلاقاً". ويُتوقع ان يدلي ابو طالب بافاداته يوم الجمعة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قضائي ان الادعاء في قضية لوكربي سينتهي الاسبوع المقبل من عرض عناصر الاتهام ضد الليبيين المشتبه في ضلوعهما في اعتداء لوكربي. وسمح اتفاق بين جهتي الادعاء والدفاع على تجاوز الطابع الذي لا خلاف عليه بينهما في قسم من الملف، بالاسراع في الاجراءات القضائية. وبات انهاء المحاكمة التي كان يُتوقع اصلاً ان تستمر سنة على الاقل، ممكناً في الاسابيع المقبلة. وبعد مرافعة الإدعاء، سيتمكن الدفاع بدوره من تقديم مرافعته، او على العكس يلجأ الى محاولة اثبات ان الادعاء لم يقدم الادلة اللازمة التي تثبت ادانة المتهمين. واذا فرض وحكم القضاة بان الدفاع على حق في هذه النقطة، سيُحكم بالبراءة على المتهمين إذ ان مهمة اثبات التهمة تقع على عاتق جهة الاتهام.