رياضة القفز بواسطة الدراجة النارية لا تشبه أية رياضة أخرى، فبالإضافة الى الخطر الذي يتعرض له الشاب الذي يمارسها، تعطيه شعوراً كبيراً بالانتصار والفرح أو البطولة. مجالات هذه الرياضة غير موجودة في لبنان، لكن شامل عقل 20 عاماً الذي عاد من فنزويلا نزولاً عند طلب والده ليعيش بين الأقرباء والأهل صمّم على الإتيان بدراجته النارية المخصصة للقفز من علوّ ثلاثة أمتار وهي 250cc Cross، فاستأجر أرضاً وبدأ يقفز بواسطة دراجته. وهواية شامل هذه، دفعت عدداً من الشبان اللبنانيين الى التفكير بممارسة هذه الرياضة ودفعتهم أيضاً الى التفكير ملياً بشراء مثل هذه الدراجة التي يتراوح سعرها بين خمسة آلاف دولار وأربعين الفاً. وفي ذروة انشغال شامل، ذلك الشاب المغامر، التقيناه بعد عودته من الجامعة، فتحدث عن قصته الطويلة مع الدراجة النارية وتحديداً القفز بواسطتها فقال: "كنت متأثراً جداً بأشقائي الذين سبق ومارسوا هذه الهواية، فعندما بلغت الرابعة عشرة من العمر بدأت اتعلم مع شقيقي ريشار كيفية القيادة، لكن، عندما اشترى احد أقربائي دراجة نارية طلبت من والدي ان يشتري لي مثلها، رفض في البداية ثم وافق بعد طول عناء مشترطاً عليّ متابعة دراستي أولاً ثم طلب مني عدم المشاركة في أي سباق، فاشتريت الدراجة وتعلمت الخطوة الأولى، ومنذ اللحظة الأولى كنت مهووساً بأن أصبح سائقاً محترفاً بل نجماً Champion، كنت أريد ان أتقن القيادة منذ البداية، وبعدما تمرنّت لمدة سنة كاملة، قصدت مشاهدة أحد السباقات ومنذ تلك اللحظة تغيرت كل حياتي وأردت ان أشارك فيها لكنني كنت لا أزال تحت السن، أي تحت الثامنة عشرة، فحاولت جاهداً كي أشارك، فطلب مني ان أجلب لهم موافقة من أهلي وتحديداً من والدي، اقنعت أبي وحصلت على الورقة وشاركت. وأضاف عقل: "في البداية كنت أعتبر الأمر سهلاً، لكنني وجدت صعوبة كبيرة، وحصلت في ذلك السباق على المرتبة التاسعة، وقد حزنت لهذه النتيجة لأنني من خلالها كنت سأقرر إن كنت سأتابع أم لا. وقد شجعني شقيقي الأكبر وشاركت في سباقات أخرى، فبدأت أتبع النصائح المطلوبة كالنوم في وقت مبكر، كما أصبحت أتناول نوعية معينة من الطعام، وقد ركزّت وما زلت على الفاكهة، فهي مفيدة جداً، وما زلت اتحاشى تناول الشوكولا والمشروبات الغازية أيضاً... ولطالما حلمت بأن أصبح مثل جيرمي ماك غراث Jeremy Mc Grath، فهو بطل كبير. وعن الاحساس الذي يشعر به الشاب خلال القفزات العديدة التي يمارسها بواسطة الدراجة النارية، قال: "إنه شعورٌ لا يمكن وصفه أبداً، ففي ذروة الخطورة أشعر بالسعادة الكبرى وبنشوةٍ كبيرة، وأشعر أيضاً أنني أحقق حلمي الكبير". وتابع شامل قصته مع هذه الدراجة: عندما شاركت في فنزويلا في ثاني سباق، كانت النتيجة أفضل حيث حصلت حينها على المرتبة الثانية. وفي العام 1998، تابعت تماريني الخاصة مع بيدرو غونزاليس وهو بطل أميركا الجنوبية وفنزويلا، فتحسّنت جداً وربحت السباق الذي شاركت فيه وحصلت على المرتبة الأولى، لأنني حقاً لم أكن أقبل الخسارة أبداً. وقال: "منذ ان وصلت الى لبنان وبدأت أمارس هوايتي في وطني ذهل غالبية الأصدقاء الشباب وأحبوا أن يمارسوا هم أيضاً هذه الهواية، كونها تمنحهم الكثير من القوة والكثير من الشعور بالانتصار، فهذا ما يشعرون به لدى رؤيتي أقفز، ولكن للأسف المسألة ليست سهلة، بل تتطلب دروساً وتقنيات خاصة، لكنني أتمنى ان تفكر الدولة اللبنانية بتخصيص أراضٍ لممارسة هذه الهواية التي يحلم بها الشباب، فهي تساهم بشكلٍ أو بآخر بتنفيس المشكلات والصعوبات التي يعاني منها رفاقي خصوصاً في هذا الجوّ الذي يعيشونه في وطنهم، جوّ البطالة وغيرها". وقال: "لا أعرف لماذا ينظر بعض الناس الى الشباب الذين يحبون السرعة والذين يحبون قيادة الدراجة النارية تحديداً بطريقة سيئة، فالشباب لديهم متطلباتهم، وهل نسي آباؤنا وأجدادنا المراحل التي مرّوا بها أو أنهم تناسوها؟". وختم: "أتمنى ان يتغير الوضع في لبنان، أتمنى ان تهتم الدولة بالشباب وبهواياتهم أيضاً، خصوصاً ما يتعلق بالسرعة، لكنني في الوقت نفسه أقول أنني لا أقود دراجتي على الطرقات العامة أبداً، لأن ذلك سيكون خطيراً وسيشكل خطراً على الآخرين، فممارسة هوايتي تتم في الأرض التي خصصتها لذلك وأنا حريص جداً على الآخرين وعلى دراجتي وعلى حياتي أيضاً على رغم أنني أحب المغامرة بشكلٍ غير اعتيادي".