عاش الأميركيون، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، يوماً آخر من الاثارة لمعرفة رئيسهم الجديد، وسط مؤشرات الى أن المعركة لن تنتهي مع اعلان النتائج الرسمية في ولاية فلوريدا وقد يؤجل الحسم الى مطلع السنة المقبلة. وانتظر الجميع ليل أمس اعلان وزيرة الدولة في ولاية فلوريدا، تنفيذاً لقرار محكمة الولاية، مصادقتها على نتيجة الانتخابات في الولاية، بما في ذلك نتائج الفرز اليدوي في مقاطعتي بالم بيتش وبراورد اللتين حددت لهما المحكمة موعداً هو الخامسة بعد ظهر أمس الأحد كموعد أقصى للانتهاء من عملية الفرز اليدوي. وأنهت مقاطعة براورد إعادة الفرز ما أدى الى تقليص الفارق بين المرشح الجمهوري جورج بوش والمرشح الديموقراطي آل غور الى 408 أصوات لمصلحة بوش، بعدما كان الفارق 930 قبل الفرز اليدوي لأصوات لم تحتسبها ماكينات الفرز الآلي. في المقابل كانت مقاطعة بالم بيتش لا تزال تسابق الوقت للانتهاء في الموعد المحدد، واستمرت اللجنة المشرفة على الفرز في عملها من دون توقف طوال الليل، ومع ذلك خيمت الشكوك على إمكان الانتهاء من العملية في الوقت المحدد. وسلّط معظم محطات التلفزة على فلوريدا طوال ساعات أمس بنقل مباشر لعمليات الفرز التي نافست اهتمام المشاهد الأميركي بمباريات الفوتبول المتزامنة مع تطورات الانتخابات. وقد أجمع المراقبون من الحزبين على أن معركة الرئاسة لن تنتهي مع اعلان نتائج ولاية فلوريدا التي سيؤدي الفوز بها، نظرياً، الى تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية. فبعد اعلان النتائج الرسمية في الولاية يحق لأي من المرشحين ان يطعن بالنتائج خلال مهلة عشرة أيام. وهناك عدد من القضايا لا تزال عالقة في المحاكم. فبينما يحاول غور اجبار ولاية ميامي دايد على العودة عن قرارها وقف العد اليدوي باستئنافه واتمامه، يحاول بوش اجبار عدد من المقاطعات على احتساب أصوات العسكريين الموجودين خارج الولاياتالمتحدة، وكانت ألغيت بسبب عدم وجود ختم بريدي عليها يؤكد انها ارسلت يوم الانتخابات. ومنذ صباح اليوم تتحول الأنظار الى واشنطن حيث يفترض أن تستمع المحكمة العليا للولايات المتحدة، يوم الجمعة المقبل، الى وجهتي نظر الجمهوريين والديموقراطيين بشأن ما إذا كان يحق لمحكمة فلوريدا العليا تأجيل اعلان النتائج واجبار الولاية احتساب نتيجة العد اليدوي. وإذا أظهرت نتيجة الفرز النهائي أن الفارق بين المرشحين لا يتعدى مئات الأصوات، فمن الصعب على الخاسر أن يعترف بالهزيمة. وأصبح شبه مؤكد أن كلا الطرفين سيتحدى النتائج بكل المناورات القانونية المتاحة. وقد يؤدي تثبيت فوز بوش في ولاية فلوريدا الى تعزيز وضعه أمام الرأي العام وتحقيقه نقاطاً في العلاقات العامة، ولكن من دون ان يضمن الرئاسة بعد. أما فوز غور فسيفسح المجال للهيئة التشريعية للولاية التي يسيطر عليها الجمهوريون للتدخل وتعيين المندوبين للكلية الانتخابية من دون الاخذ بنتيجة الانتخابات في الولاية وهذا سيكون لمصلحة بوش. وحسب الدستور فان الكونغرس الاميركي مناط بصلاحية قبول أو عدم قبول نتيجة الكلية الانتخابية. وحسب القانون من المقرر ان يصادق الكونغرس في أول جلسة له في 5 كانون الثاني يناير على تصويت الكلية الانتخابية أو رفضها. وحالياً يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بينما يتقاسم الطرفان بشكل متساوٍ مجلس الشيوخ.