استقبل اكثر من 500 ألف من أنصار حزب الامة السوداني المعارض مساء امس زعيمهم رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي في مطار الخرطوم، فيما كان حوالى مليون مواطن ينتظرونه في داره في مدينة ام درمان ثاني مدن العاصمة بعد طلب السلطات المحلية ذلك. وتأخر وصول المهدي 4 ساعات عن موعده المحدد، بعد 4 سنوات في المنفى. وتردد في الخرطوم ان سبب تأخيره يرجع الى معلومات تلقاها حزبه تفيد باحتمال حصول عمليات انتقامية تنفذها "حركة التمرد" التي يقودها جون قرنق في العاصمة رداً على قصف الطيران بلدة ياي جنوب البلاد التي تسيطر عليها "الحركة" عشية عودة زعيم حزب الامة وانعقاد قمة منظمة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" التي اختتمت اعمالها مساء امس راجع ص5. واصطف انصار المهدي امام مطار الخرطوم ما عطّل حركة السير، ولم يستطع بعض المسافرين الوصول اليه. ومنع الصحافيون من مقابلة المهدي لدى وصول طائرته، لكن سمح لبعض المصورين بالتقاط صور له، ثم حددت له مراسم الدولة دقائق للتحدث الى الصحافة كما سمح ل18 من قادة حزبه باستقباله داخل المطار. وعاد مع رئيس حزب الأمة مساعديه ابراهيم الأمين ونصر الدين الهادي المهدي، وبعض كوادر الحزب ابرزهم حبيب سرنوب الضو على متن طائرة ليبية. وكان في استقبالهم وزيرا العدل علي محمد عثمان والطيران شمبول عدلان، ومسؤول الاتصال السياسي في الحزب الحاكم احمد عبدالرحمن، ومن المعارضة نائب الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور علي الحاج ومسؤول الشؤون الاجتماعية في الحزب بدرالدين طه الذين تعرضوا لمضايقات من سلطات المطار قبل تدخّل ممثل الحزب الحاكم احمد عبدالرحمن. وقال المهدي في تصريحات صحافية مقتضبة انه خرج من السودان في كانون الاول ديسمبر العام 1996 من اجل الحرية والديموقراطية ويعود الى وطنه عبر "نداء الوطن"، وهو الاتفاق الذي وقعه مع الحكومة في جيبوتي العام الماضي من اجل الحرية والديموقراطية أيضاً، وذلك في اطار الحل السياسي الشامل. وأكد ان عودته لم تأت ضمن "صفقة" مع حكومة الرئيس عمر البشير، مشيراً الى ان غريمه زعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني، الذي التقاه قبل عودته، يؤيد جهود الحل السلمي التي يدعو حزب الأمة اليها. الى ذلك اعتبر نائب الدكتور حسن الترابي في حزب المؤتمر الشعبي علي الحاج عودة المهدي تعزيزاً للحريات ومساعي التسوية السياسية، وقال للصحافيين ان هناك قواسم مشتركة بين الجانبين، وذكر ان مواقف الحكومة تدفع المعارضة الى تشكيل جبهة عريضة. ورحب قيادي في الحزب الحاكم بعودة المهدي، وقال مسؤول الاتصال السياسي في الحزب احمد عبدالرحمن ان خطوة حزب الأمة سترسخ برامج الحكومة للتداول السلمي للسلطة، وتعزز الارادة الوطنية ودعا بقية الأحزاب المعارضة ان تحذو حذوه. لكن رئيس المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديموقراطي علي محمود حسنين قابل عودة المهدي بفتور، وقال ان رئيس حزب الأمة قرر الخروج من البلاد والعودة اليها بمحض ارادته وهذا حقه.