اعترض أنصار المهدي على عودة الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري الى البلاد وتشكيله حزباً سياسياً. وقال خطيب الأنصار في صلاة الجمعة أمس بمسجد الامام عبدالرحمن المهدي في ودنوباوي ان سلطة "الانقاذ" تخطئ بسماحها لأنصار نميري تكوين حزب سياسي وعودة الرئيس الأسبق للبلاد، مشيراً الى "الجرائم الكبيرة" التي ارتكبها نميري في حق الأنصار والشعب السوداني. وحيا محمد المهدي حسن إمام مسجد الأنصار ذكرى انتفاضة السادس من نيسان ابريل 1985 التي أطاحت حكم نميري وأعادت الديموقراطية وقال ان انقلاب "الانقاذ" الذي قاده عمر البشير في الثلاثين من حزيران يونيو 1989 "قضى على الانتفاضة والحريات وأعاد حكم العسكر". وهاجم المهدي في الخطبة بشدة الحكومة وأجهزة أمنها، التي قال انها لاحقت وفوداً من هيئة شؤون الأنصار في منطقة النيل الأبيض واعتقلت بعضهم وتابعت آخرين منهم أين ما حلوا. وساند انصار رئيس الوزراء السابق في خطبتهم بشدة زعيم المحامين المعارضين غازي سليمان الذي صدر عليه حكم بالسجن لاسبوعين مع غرامة مالية وقالوا ان تدخل الشرطة في الصراع وسط المحامين ليس له مبرر. وقال ل"الحياة" القيادي البارز في حزب الأمة وكيان الأنصار الأمير عبدالرحمن نقد الله ان محاكمة غازي سليمان "جائرة وظالمة مثلما نظام الانقاذ جائر وظالم". وزاد ان "النظام غير جاد في منح الحريات وهو نظام غير جدير بالبقاء". وحيا سليمان على ما أسماه "نضاله ضد الاستبداد وسعيه الى عودة الحرية والديموقراطية". وعلى صعيد محاكمة سليمان علمت "الحياة" ان هيئة الدفاع التي يقودها المحامي مصطفى عبدالقادر قررت استئناف الحكم الذي صدر بحق سليمان. وقال رئيس هيئة الدفاع "ان الحكم فيه الكثير من الأخطاء الإجرائية وجاء متعجلاً، ولم يأخذ بشهادة شهود الدفاع الذين أوضحوا ان غازي سليمان كان في طريقه لدعوة زملائه المحامين الى التفرق لولا تعجل قوات الشرطة". وكان مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء الدكتور عثمان جعفر عثمان أعلن ان الشرطة اضطرت الى التدخل بعد ان رفض المحامون التفرق والتزام قرار نقابتهم منع الندوات من دون تصريح. وكان القاضي معاوية الكناني قاضي محكمة الخرطوم شمال الذي أعلن الحكم قال انه خفف الحكم لمكانة المتهم الأدبية، وان "خلافات المحامين ما كان ينبغي ان تخرج الى الشارع العام". غازي سليمان قال ل"الحياة" عقب اعلان الحكم وقبل توجهه الى السجن ان "معركتي مع نقابة المحامين لن تتوقف وكذلك معركتي في وجه الاستبداد، ومعركتي لعودة الديموقراطية والحريات لأهل السودان". وعقدت نقابة المحامين مؤتمراً صحافيا بدارها جنوبالخرطوم تحدث فيه نقيب المحامين فتحي خليل وأوضح ان لجنة ضمت عدداً من المحامين من مجموعة سليمان توصلت الى اتفاق يحمي وحدة المحامين ويبقي على الغاء الندوة وتعليق قرار النقابة منع الأعضاء الثلاثة من دخول الدار الى حين اجتماع مجلس النقابة غداً وان هذا الاتفاق تم التوقيع عليه من ممثلين للنقابة ومجموعة من أعضاء جماعة غازي سليمان هم المحامون الصادق الشامي واسحاق القاسم شداد ومحمود حاج الشيخ وعلي قيلوب وعثمان يوسف وحسين صالح، لكن سليمان وخمسة وعشرين من أنصاره أصروا على دخول النقابة عنوة فاعترضتهم القوة المكلفة بالحراسة وحفظ الأمن. وأضاف فتحي خليل ان غازي سليمان ظل يسيء للنقابة ولدستور البلاد وقوانينها بعقد المؤتمرات الصحافية "حتى اشيع في أوساط السودانيين، انه يتصرف باتفاق مع الأجهزة الأمنية والحاكمة مما يجعلني أميل الى هذا الرأي".