} بدا رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدي متفائلا بنتائج لقائه مع رئيس البرلمان السوداني الامين العام ل"المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور حسن الترابي لدى وصوله الى القاهرة أمس. والتقى المهدي وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الذي قال إن رفع مستوى التمثيل المصري في الخرطوم الى مستوى السفير سيتم قريباً. وصف زعيم حزب الامة السوداني السيد الصادق المهدي لقاءه مع رئيس البرلمان السوداني الدكتور حسن الترابي بأنه جزء من الحوار السياسي بين المعارضة والحكومة السودانية وشدد على ضرورة أن يشمل الحوار جميع الاطراف السودانية. واعرب عن أمله في تحقيق تقدم في تسوية المشكلة السودانية. وأظهر المهدي تفاؤلا في اول تصريحات صحافية عن لقائه الترابي في شأن إمكان حل الخلافات السودانية عبر الحوار. وقال: "هناك خطوات في اتجاه الحل السياسي"، لكنه رفض الخوض في التفاصيل في انتظار نتائج محادثاته مع قيادات "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض في القاهرة. موسى والمهدي وكان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى التقى، قبيل سفره الى تونس في مطار الماظة في شرق القاهرة، المهدي بعد ساعات من عودة الاخير من ليبيا. وقال المهدي اطلعت موسى على تفاصيل ما دار في جنيف وليبيا. واكد تطابق وجهات النظر بينه وبين موسى "في شأن ما يجب عمله" مضيفا "نرى ان لمصر دورا مهما فى تحقيق تطلعات الشعب السودانى". وأضاف المهدي: "لقاء جنيف وما قمنا به اعاد الروح الى الملف السوداني على كل الصعد السياسية والعسكرية واعاد قضية الشعب السوداني الى الصدارة مرة اخرى". ونقل المهدي عن موسى تأكيده "دعم مصر لأي جهد يعمل على تحقيق تطلعات الشعب السوداني وأي حل سياسي يتفق عليه السودانيون". وقال مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان السفير فؤاد يوسف الذي شارك في اللقاء "ان الجهود المصرية تهدف الى تحقيق الوفاق السوداني ووحدة اراضي السودان"، مشيراً الى "اتصالات مصرية مع الحكومة والمعارضة بهدف ايجاد حل سياسي"، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل. وزاد "الخرطوم والمعارضة ترحبان بالدور المصري". وزار رئيس "التجمع" زعيم الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني المهدي في منزله مساء امس وبحثا في نتائج اجتماع جنيف وزيارة المهدي الى ليبيا. وأكد المهدي ان الهدف الاساسي الذي يسعى اليه الجميع هو تجنيب البلاد مخاطر التمزق والانقسام وايجاد حل سلمي يقوم على اساس مذكرة 29 كانون الثاني ديسمبر التي قدمتها المعارضة في الداخل الى الحكومة السودانية. السفير المصري على صعيد آخر، ألمح موسى الى ان رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي المصري في الخرطوم الى درجة السفير بات قريبا، وقال "لكل تقدم خطواته". وكانت القاهرة سحبت سفيرها من السودان منذ 1994 بعد تصاعد الخلافات بين الجانبين. وعاد الى القاهرة مساء أمس السفير السوداني لدى مصر احمد عبدالحليم حاملاً لائحة بالمباني والممتلكات المصرية التي قرر السودان إعادتها الى مصر في إطار اجراءات بناء الثقة بين الجانبين. وقال مصدر ديبلوماسي مصري كبير إن خطوة إعادة الممتلكات تمثل "تصحيحا لمسار العلاقات المصرية - السودانية وإعادتها الى طبيعتها".