واشنطن، ميامي، تالاهاسي - أ ب، رويترز، أ ف ب - دخلت معركة الرئاسة الاميركية منعطفاً مهماً امس، فبعد قرار المرشح الجمهوري جورج بوش نقل النزاع الى المحكمة الفيديرالية العليا الهيئة القضائية الاعلى في البلاد، لوّح نواب جمهوريون في برلمان فلوريدا حيث يتمتعون بغالبية، باستخدام المجلس صلاحياته في تعيين ممثلي الولاية في الندوة الانتخابية، لتفادي "أزمة دستورية محتملة". ويعتقد أن ذلك يؤدي الى حسم الصراع هناك لمصلحة بوش. راجع ص 7 في الوقت ذاته، واجه المرشح الديموقراطي آل غور صعوبات في اقناع القضاء باجبار مقاطعة ميامي - دايد على مواصلة فرز البطاقات الانتخابية يدوياً، بعدما امتنع مسؤولون عن ذلك، بحجة ضيق الوقت في ضوء المهلة الزمنية امامهم لإنجاز العملية بحلول مساء الأحد. ويحرم ذلك غور من 157 صوتاً اضافية ومن اي اصوات قد يجمعها اذا استكمل فرز 600 الف صوت يدوياً في المقاطعة ذات الغالبية الديموقراطية. لذلك استأنف محاموه امام المحكمة العليا في الولاية امس، حكماً قضائياً كان ترك للمقاطعة حرية الاختيار، فيما مارس معسكره ضغوطاً على المقاطعات في محاولة لكسب اكبر عدد من الاصوات في البطاقات المثيرة للجدل، قبل حلول الأحد موعد نهاية المهلة لتسليم نتائج الفرز. في المقابل، قدم الجمهوريون طلباً الى محكمة في فلوريدا لإجبار 13 مقاطعة في الولاية على فرز كل البطاقات الانتخابية العائدة الى الجنود الأميركيين الذين اقترعوا في الخارج. وكان مسؤولو الفرز تجاهلوا عدداً كبيراً من هذه البطاقات التي يتوقع ان تعزز موقف بوش، وذلك بذريعة انها لا تحمل اختاماً بريدية. واحتفل الأميركيون ب"عيد الشكر" امس، فيما الأزمة بلغت ذروتها. وتناول بوش الغداء في منزل اصدقاء في اوستن قبل ان يتوجه الى مزرعته وسط تكساس، حيث سيبقى حتى نهاية الاسبوع. اما غور فظل في واشنطن. وبقي شريك بوش في السباق الرئاسي ديك تشيني طريح الفراش في مستشفى جورج واشنطن الجامعي، الذي نقل اليه بعد تعرضه لأزمة قلبية. وهو أكد في اتصال هاتفي اجراه مقدم البرامج في شبكة "سي ان ان" لاري كينغ، انه قادر على اداء مهمات منصبه في حال فوز بوش. وانهمك محامو المرشحين في تحضير حيثيات الشكوى التي قدمها الجمهوريون الى المحكمة الفيديرالية العليا، وتضمنت للمرة الاولى اشارة الى "ازمة دستورية" محتملة في ضوء قرار المحكمة العليا في فلوريدا فرض نتائج الفرز اليدوي في ثلاث ولايات. وأبدى محامو بوش شكوكهم في محاولة الديموقراطيين استبعاد الولاية من الندوة الانتخابية، عبر ابقاء النزاع حتى الثاني عشر من الشهر المقبل، الموعد الدستوري لتقديم الولايات ممثليها الى الندوة الانتخابية التي تكرس اختيار الرئيس. ومعلوم ان استبعاد فلوريدا يؤدي الى فوز غور كونه متقدماً في الولايات الاخرى، لكن برلمان الولاية حيث يتمتع الجمهوريون بغالبية، هدد باستخدام صلاحياته لاختيار ممثلي فلوريدا في الندوة، اذا استمر الصراع. ويعني ذلك ان الممثلين المختارين سيكونون موالين لبوش ويعطونه الاصوات ال25 التي يحتاجها للفوز بالرئاسة. وابدى اعضاء جمهوريون في برلمان فلوريدا استياءهم الشديد من "تدخل قضائي في صلاحيات سلطات الولاية"، في اشارة الى قرار المحكمة العليا هناك فرض نتائج الفرز اليدوي، خلافاً لرغبة وزيرة الداخلية في فلوريدا كاثرين هاريس.