} بدأت الصحف وأوساط الرأي العام في أميركا تطرح تساؤلات حول طول أمد الازمة المحيطة بالانتخابات الرئاسية وانعكاس ذلك على المستقبل السياسي للبلاد، فيما دارت في فلوريدا معركة حول وجوب فرز الاصوات يدوياً، يتوقع ان ينظر فيها القضاء بطلب من الجمهوريين، خصوصاً وان الفرز اليدوي اظهر تقدماً لآل غور على منافسه جورج بوش. واعترف ممثل الاخير وزير الخارجية السابق جيمس بيكر للمرة الاولى باحتمال خسارة المرشح الجمهوري في فلوريدا نتيجة فرز اصوات المقيمين في الخارج. واشنطن، بالم بيتش فلوريدا - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعترف وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر الذي يمثل المرشح الجمهوري للرئاسة جورج بوش بامكان خسارة الاخير ولاية فلوريدا، وبالتالي الرئاسة، بعد فرز اصوات المقترعين في الخارج، وذلك في ضوء هامش التقدم الضئيل لبوش في عملية اعادة الفرز في الولاية. لكن بيكر اكد أن بوش حاكم ولاية تكساس مستعد للاذعان للنتيجة، نظراً الى وجوب وضع حد للازمة الحالية التي شكلت "نقطة سوداء في تاريخ ديموقراطيتنا وفي العملية الانتخابية"، رافضاً في الوقت نفسه عمليات الفرز اليدوية. وفي وقت خيمت تساؤلات حول طول امد الازمة في ظل معركة قضائية يخوضها الجانبان، اكد وزير الخارجية السابق وارن كريستوفر الذي يمثل المرشح الديموقراطي آل غور ان العملية ستحسم خلال ايام معدودة. ونفى ان يكون الديموقراطيون يناورون من اجل إطالة أمد الازمة الى موعد اجتماع الندوة الانتخابية في 18 كانون الاول ديسمبر المقبل، على أمل ان تعمد الندوة الى تجنب نتائج فلوريدا واعلان غور فائزاً بغالبية 262 صوتاً في مقابل 246 لبوش، علماً ان الفوز بالاصوات ال25 التي تملكها الولاية في الندوة يؤمن للمرشح الجمهوري فوزاً واضحاً على منافسه الديموقراطي، بالاصوات ال270 المطلوبة لذلك. قلق من طول الازمة وظهرت بوادر انزعاج في الرأي العام ووسائل الاعلام من طول امد الازمة. واظهر استطلاع للرأي العام ان الاميركيين يفضلون التأكد من صحة عملية الفرز في فلوريدا وانتظار بطاقات المقيمين في الخارج، شرط ألاّ يمتد ذلك الى ما بعد نهاية الاسبوع المقبل. وسعى الرئيس بيل كلينتون الى تبديد اجواء القلق الناجمة عن الانتظار. وقال في خطابه الاسبوعي امس: "هناك عملية جارية لايجاد حل للتحديات والتجاوزات التي تواجهها الانتخابات. وعلينا ان نتحلى بالصبر وننتظر نتائجها". وتركزت مخاوف المراقبين على النزاع الدائر حالياً في منطقة بالم بيتش في فلوريدا وعدد آخر من المناطق حيث طلبت اللجنة الانتخابية بضغط من الديموقراطيين عملية اعادة فرز يدوية لبطاقات الاقتراع. وقدم الجمهوريون في المقابل طعناً في هذا القرار امام المحكمة يتوقع البت فيه اليوم. واعتبر بيكر ان الفرز يدوياً يعرض العملية لمخاطر الوقوع في متاهات هي: "الخطأ البشري والانحياز الى احد المرشحين والتلاعب بارادة الناخبين"، مشيراً الى ان "الماكينات وحدها قادرة على فرز مئات الآلاف من البطاقات بدقة متنهاهية". الفرز اليدوي وكانت اللجنة الانتخابية في بالم بيتش طلبت إعادة فرز يدوي لنحو 41 ألف بطاقة اقتراع في اقلام المنطقة بكاملها وذلك على ضوء نتائج التدقيق اليدوي في عينة تشكل واحد في المئة من البطاقات. واظهر ذلك تقدم غور. وبعدما قامت على مدى عشر ساعات اول من امس، بتدقيق يدوي للنتائج في أربعة مكاتب أي 4300 بطاقة اقتراع تقريباً، وجدت اللجنة 33 بطاقة اضافية لمصلحة غور و14 لجورج بوش اي بفارق 19 صوتاً لنائب الرئيس. واعتبرت اللجنة ان هذه المكاتب الاربعة تمثل واحد في المئة من الاصوات التي تم الادلاء بها في الدائرة وان ذلك يلقي بشكوك كافية حول النتيجة النهائية في الدائرة ويتطلب اعادة فرز يدوي كامل لكل البطاقات. ورأى اثنان من اعضاء اللجنة الانتخابية الثلاثة انه في حال تعميم النتائج التي تم الحصول عليها في المكاتب الاربعة التي أعيد فرزها اول من امس على مستوى الدائرة فان ذلك يمكن ان يمثل فارقاً ايجابياً بحوالى 1900 صوت لنائب الرئيس الاميركي وان يقلب النتيجة في فلوريدا وبالتالي يجعل غور الرئيس المقبل للولايات المتحدة. وقالت كارول روبرتس احد الاعضاء الثلاثة في اللجنة: "اعتقد انه استناداً الى ما توصلنا اليه هذا المساء والذي يمكن ان يؤثر على نتيجة الانتخابات، اطلب اعادة فرز يدوي كامل" في بالم بيتش. وطرح هذا الطلب للتصويت فأيده اثنان من اعضاء اللجنة الثلاثة. وصوت العضو الثالث وهو رئيس اللجنة القاضي تشارلز بورتون ضد هذا الطلب معتبراً انه من المستحسن الحصول على استشارة قانونية من سلطات ولاية فلوريدا لكنه اضطر للرضوخ في النهاية. وكان بوش يتقدم على غور بفارق 327 صوتاً في ختام الفرز الأول للأصوات الذي تم آلياً. وقررت اللجنة الاجتماع مجدداً صباح اليوم للبحث في اجراءات بدء عملية اعادة فرز كبرى تشمل التدقيق في 41 ألف بطاقة اقتراع يدوياً. انتقادات الصحف وفي غضون ذلك، دعت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" امس، الى حل يتسم بالكرامة للنزاع بين المرشحين الجمهوري والديموقراطي. وقالت "واشنطن بوست" في مقالها الافتتاحي: "يبدو لنا في هذه المرحلة ان الجانبين لا يبديان اهتماماً بالشرعية. فكلاهما وعد بطريقته ان يعيد للبيت الابيض هيبته. والآن وحتى قبل الوصول الى البيت الابيض، لجأ الاثنان الى اساليب الفوز بأي ثمن التي ادعيا الترفع عنها". وقالت "نيويورك تايمز" في مقالها الافتتاحي ان احد التساؤلات التي تتردد في شأن هذا السباق الانتخابي "هو ما اذا كان هذا النزاع والانقسام سيمهد لصراع حزبي لا ينتهي او يدفع الى بحث جديد عن نقطة توازن لا حزبية". واضافت الصحيفة: "اعلنا تفضيلنا القوي لحل سريع وراق للانتخابات الرئاسية لا يمكن التشكيك به امام القضاء. لكن اياً كانت النهاية او متى أتت فان التساؤلات تبقى مطروحة في شأن طبيعة العالم السياسي الذي سنعيش فيه".