في اليوم الثاني لقمة المرأة العربية المنعقدة في القاهرة، انتقدت وفود عدم تضمين البيان الختامي اشارة واضحة الى معاناة المرأة الفلسطينية، في حين حققت زوجات القادة المشاركات في القمة هدفاً في مباراة المساواة، إذ وزع البيان قبل بدء مؤتمرهن. وبذلك تساوت قمة المرأة والقمة العربية الطارئة التي أعد بيانها الختامي قبل انعقادها. واستغربت وفود في مقدمها الوفد الفلسطيني، غياب أي اشارة واضحة في البيان الختامي إلى معاناة المرأة الفلسطينية، والاكتفاء بمعان عامة مستوحاة من مؤتمر بكين مثل حقوق الإنسان والتنمية. لذلك، قدم الوفد سبعة مطالب على أمل اعتماد جزء منها في البيان، وشملت الضغط لتأمين الحماية الدولية للفلسطينيين، وتطبيق القرارات الدولية، والضغط على حكومة إسرائيل لاطلاق المعتقلين الفلسطينيين، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجازر والانتهاكات، وضمان الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، وإنشاء صندوق عربي للمرأة الفلسطينية الرازحة تحت الاحتلال، وإرسال وفود من البرلمانيات العربيات لفضح الانتهاكات الإسرائيلية أمام البرلمانات الأوروبية. وقالت ممثلة مؤسسة الحريري، إحدى الجهات المنظمة والراعية للقمة، النائب بهية الحريري ل"الحياة" إنها على يقين من أن التوصيات التي تصدر اليوم ستتبنى الدعوة الى عقد هذه القمة سنوياً في عواصم عربية. وعبرت عن تفاؤلها بدخول البيان الختامي والتوصيات حيز التنفيذ، مشيدة بالحماسة التي أبدتها السيدات الأوليات ورئيسات الوفود في شأن القمة. وبذلت جهود مكثفة في جلسات اليوم الثاني لابعاد المناقشات عن الطابع التقليدي للجماعات النسوية التي تهدف إلى تحقير الرجال وإعلاء شأن النساء، والتزم المحاضرون في المحاور الستة التي خضعت للنقاش الحياد في بحث مشاكل المرأة في النواحي الثقافية والإعلامية والقانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. وركز جميع المتحدثين على ضرورة إحداث "ثورة" في مناهج التعليم لغرس مبادئ المساواة، مع العمل الجدي لمحو أمية 45 مليون امرأة عربية من أصل 65 مليون أمي عربي، كذلك الابتعاد عن اسلوب الانشاء في تناول قضايا المرأة. وركز الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور جابر عصفور في ورقته "المشاكل الثقافية للمرأة العربية" على الجوانب السلبية في الثقافة والتقاليد العربية، والتفسيرات الدينية الجامدة للمرأة. وانتقدت الدكتورة عواطف عبدالرحمن تركيز عصفور على إبراز الجوانب السلبية في الثقافة العربية، وأشارت الى تيارين بارزين في الإعلام العربي، الأول تقليدي يركز على النقص الأنثوي، والثاني هو "العولمي الذي يتعامل مع المرأة باعتبارها عنصراً استهلاكياً". وطالبت الدكتورة ليلى تكلا، التي قدمت ورقة بعنوان "مشاكل المرأة العربية السياسية" بإنهاء العنف ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وشددت على أن الوسيلة المثلى لتغيير مفهوم استبعاد المرأة من السياسة بحجة أن "السياسة عالم الرجال"، هي "أن تعمل المرأة بكفاءة". واقتصرت ورقة الجانب القانوني التي قدمتها الدكتورة حميدة العريف تونس على عرض التجربة التونسية الإيجابية في هذا المجال، في حين قدمت مستشار رئيس الاتحاد النسائي في الإمارات الدكتورة ميثاء سالم الشامسي ورقة عن المشاكل الاقتصادية للمرأة العربية التي اعتبرت اداءها في هذا المجال متواضعاً. واقترحت توفير الظروف التي تيسر المشاركة الكاملة للمرأة في مناحي الحياة، مع مكافحة ظاهرة "تأنيث الفقر". أما مشاكل المرأة الاجتماعية فتناولتها نائب الأمين التنفيذي لل"اسكوا" السيدة مريم العوضي الكويت، التي أشادت بالاعتراف المتزايد بأن المرأة تؤدي دوراً رئيسياً، ليس فقط في التنمية بل كذلك في التآلف الاجتماعي.