بإصرار مدهش حرصت المرأة العربية على عقد قمة، تبدأ في القاهرة اليوم وترأسها السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري، لتلحق بقمم شهدناها هذه السنة الأفريقية - الأوروبية، الألفية، أوبك، العربية الطارئة، الاسلامية، وآبيك. لم يكن ممكناً ان تمر السنة من دون قمة المرأة، ولم يدخل إقرار "مؤسسة قمة" للمرأة العربية في أخذ ورد طويلين، اذ تبلورت الفكرة واتفق عليها، وتقرر الموعد، لكنه تأجل أياماً بسبب القمة الاسلامية التاسعة في الدوحة، ثم تغير العنوان من "قمة المرأة والإعلام"، الى "تحديات الحاضر وآفاق المستقبل". والعنوان الجديد ربما يكون أشمل، لكن إقرار دوريتها مثل قمة الرجال التي ستعقد في آذار مارس كل سنة ،سيتيح الفرصة لطرح عناوين قد يكون بينها الاعلام. وتسبق القمة عام المرأة العربية عام 2001 الذي أقرته منظمة التربية والعلوم والثقافة يونيسكو وأصدرت نداء ليكون العام المقبل عاماً للمرأة العربية، تتضافر فيه كل الجهود "من أجل العمل لوضع الأسس العملية للنهوض بالمرأة العربية وتنمية قدراتها التربوية والثقافية والعلمية". طرحت النائبة اللبنانية السيدة بهية الحريري فكرة هذه القمة، ووجدت صدى لدى السيدات الأوليات في العالم العربي، وتبنتها سوزان مبارك ودعت اليها في القاهرة، واقترحت مناقشة التحديات التي تواجه المرأة العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً. ولكن يبدو أن الخوف من التحضير الطويل لعقد مثل هذه القمة ب"منتديات" و"مؤتمرات" كي يمكن تجذيرها لدى الرأي العام أو رفضها ومناهضتها، جعل القمة تبدو كأنها مفاجأة أو هبطت من مروحية. ويصدر عن القمة الأولى للمرأة العربية بيان ختامي جاء في مشروعه: "الحرص على التنسيق بين السيدات في مواقع صنع القرار ومؤسساته والجمعيات والمؤسسات النسائية للدفع بقضايا المرأة الى جدول أعمال الحكومة، لأن عدم وصولها يعني عدم اتخاذ قرارات فيها". ويتضمن المشروع تأكيداً لأهمية تدريب أصحاب القرار، رجالاً ونساءً، على كيفية دمج البعد النوعي في السياسات، ووضع استراتيجية إعلامية،لإثارة جدل عام حول الأدوار المختلفة للرجال والنساء في المجتمع، والعمل للتشديد على فكرة التمثيل العددي للنساء في المنظمات كافة، وفي الوفود الحكومية. ويدعو مشروع البيان الختامي الى القضاء على أشكال التمييز الإعلامي ضد المرأة، وضرورة التعامل الإعلامي مع قضاياها وتنمية قدراتها، من منطلق الاهتمام بتنمية الموارد البشرية، والعمل لزيادة وعي المجتمع والقضاء على الأسباب العميقة لتفضيل الأبناء الذكور، وتشجيع المساواة بين الجنسين في الحياة الأسرية والمجتمعية، وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وإتاحة الفرصة لها لإظهار إمكاناتها وإزالة كل الحواجز القانونية والسياسية التي تعترضها. تشارك في القمة الاولى للمرأة السيدة ليلى بن علي والملكة رانيا والسيدة سهى عرفات والسيدة اندريه لحود والسيدة خضرة جامع قرينة الرئيس السوداني والسيدة صفية القذافي، والشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة أمير البحرين، وزوجة رئيس جيبوتي، والشيخة لطيفة الفهد زوجة ولي العهد الكويتي، وشقيقة ملك المغرب لالا مريم، وقرينة الرئيس اليمني، والشاعرة والفنانة الشيخة ميسون صقر الامارات.