تفاوتت ردود الفعل تجاه نتائج الانتخابات البلدية التي اجريت في كوسوفو الأحد الماضي، إذ أشاد بها المسؤولون الدوليون في الإقليم، وامتدحها الرابحون والخاسرون من الألبان... لكن الصرب تمسكوا باعتبارها غير شرعية ومخالفة لقرار مجلس الأمن الرقم 1244، لكنهم لم يخفوا ارتياحهم لفوز ابراهيم روغوفا فيها. حقق الزعيم السياسي الألباني ابراهيم روغوفا فوزاً كبيراً في الانتخابات المحلية في كوسوفو. وحصل على 60 في المئة من أصوات الناخبين. وسيطر محازبوه في "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" التي يتزعمها منذ عشر سنوات، على المجالس البلدية للعاصمة بريشتينا ومدن رئيسية بينها بريزرين وديتشاني جنوب وبودييفو شمال والشطر الجنوبي من ميتروفيتسا شمال غربي. وأبلغ روغوفا "الحياة" في مكالمة هاتفية من بريشتينا، أنه يعتبر هذه الانتخابات "مهمة بالنسبة الى الوضع المعقد في كوسوفو، لأنها وفرت القيادة الشعبية التي يحق لها التحادث محلياً ودولياً باسم غالبية سكان الإقليم وتمثيلهم". وأكد أنه مع مؤيديه "سيعملون على تعزيز الديموقراطية وصيانة الاستقرار والأمن لكل السكان، بالتعاون مع الوجودين الدوليين المدني والعسكري، الضروريين حالياً لاستتباب السلام في الإقليم". وعن المحادثات بينه وبين قيادة "الحركة الديموقراطية" الحاكمة حالياً في صربيا ويوغوسلافيا، قال روغوفا: "افضل الانتظار لبعض الوقت، حتى يتبلور موقف هذه القيادة من مطلب الألبان الخاص بإجراء استفتاء عام بإشراف دولي لتقرير مصير كوسوفو". وأوضح أن شعب كوسوفو كان اختار الاستقلال الكامل في استفتاء عام، راقبه مسؤولون دوليون عام 1992، وأضاف : "كل الدلائل تشير الى أنه الشعب لا يزال مصراً على هذا الهدف". وأشار روغوفا الى أنه سيطلب من الجهات الدولية، وخصوصاً الأعضاء الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تعديل القرار 1244 "ليصبح واضحاً فيه حق سكان كوسوفو في تقرير مصيرهم، بما في ذلك اختيار جمهورية ذات سيادة". وكانت انتخابات كوسوفو المحلية ونتائجها حظيت بإشادة واسعة من رئيس الإدارة المدنية برنار كوشنير وغيره من المسؤولين الدوليين الذين يديرون شؤون الإقليم، إضافة الى منظمة الأمن والتعاون في اوروبا التي أشرفت على هذه الانتخابات. وعلى صعيد آخر، استمر زعماء صرب كوسوفو في وصف الانتخابات بأنها غير شرعية. ونقل تلفزيون بلغراد عن الزعيم الديني - السياسي المطران ارتيميا، أن العملية "افتقرت الى الظروف الطبيعية لمشاركة كل سكان الإقليم فيها، ما أدى الى مقاطعة الصرب لها". وأبدى رئيس صرب الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا اوليفر ايفانوفيتش اعتراضه على "طريقة العملية الانتخابية وتوقيتها والتي لم تراع الديموقراطية التي يدعو إليها قرار مجلس الأمن 1244". وعلى رغم الارتياح الواضح لدى المسؤولين ووسائل الإعلام في بلغراد لفوز روغوفا "المعتدل"، فإن مكتب الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، أصدر أمس بياناً، تلقت "الحياة" نسخة منه، أعلن أن الحكومة اليوغوسلافية لا يمكن أن تعترف بنتائج أي انتخابات في كوسوفو "لن يشارك فيها صرب الإقليم".