} اعترف مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان العقوبات الدولية على العراق فشلت في اضعاف قبضة الرئيس العراقي صدام حسين على السلطة، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان المجتمع الدولي الى تعزيز فاعلية العقوبات بفرض تدابير محددة الاهداف، واستخدام سياسة "الجزرة والعصا" لإقناع الدول المعاقبة بأن مجلس الأمن سيخفف العقوبات أو سيرفعها. نيويورك - رويترز، أ ف ب - قال ريتشارد روث نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى في مؤتمر عقد في نيويورك أول من أمس: "اذا كنا ننظر الى العقوبات على انها وسيلة لتغيير النظام في العراق فهي، اذن، غير ناجحة"، واضاف ان الحظر التجاري الذي فرض على العراق بعد غزوه الكويت أضر بالطبقة المتوسطة في العراق اكثر مما أضر بالنظام الحاكم. وبرر استمرار بلاده تأييد العقوبات بأنها تحد من تهديد صدام لجيرانه في المنطقة. ورأى ان "العقوبات نجحت في احتواء نظام عدواني للغاية كان يهدد جيرانه دوماً". وأعرب روث عن تفاؤل حذر في شأن احتمالات استئناف الحوار مع بغداد بعد الاجتماع الذي عقد قبل أيام في الدوحة بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق عزة ابراهيم الدوري، واعتبر ان "الجهود الاخيرة لفتح حوار مع الامين العام يمكن ان تفتح طريقاً لإحراز تقدم". وتوقع المسؤول الأميركي ان تواصل بلاده انتهاج سياسة العقوبات التي تفرضها على عدد من "الدول المثيرة للقلق"، أياً كان الرئيس الاميركي المقبل. وقال: "الولاياتالمتحدة ستواصل على الارجح استخدام هذه الاداة في السياسة الخارجية باعتبارها واحدة من سبل تحقيق اهدافنا". من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي الى "تعزيز فاعلية العقوبات بفرض تدابير محددة الاهداف وليس عقوبات شاملة، مثلما هو الأمر في العراق، اذا اردنا ان تبقى اداة نافعة في المستقبل". وأكد "أن الهدف من العقوبات حمل حكومة ما على الكف عن تهديد السلام او منعها من خوض نزاع طويل". ورأى "ان العقوبات تؤدي في الواقع الى تعزيز الانظمة الاستبدادية، ما يجعل المدنيين الضحية بسبب تصرفات حكومتهم من جهة والتدابير المفروضة من الاسرة الدولية من جهة أخرى". وقال انان اثناء مأدبة عشاء اقامتها مساء أول من أمس منظمة "انترناشيونال ريسكيو كاميتي" غير الحكومية التي تتعاون مع المفوضية العليا للاجئين: "اذا اردنا المعاقبة فلنعاقب المذنبين. واذا اردنا حصول تغيرات فلنستهدف الاقوياء وليس السكان المغلوبين على امرهم". ولفت الى ان العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق منذ 1990 لارغامه على ازالة أسلحة الدمار الشامل لديه "اعتبرت أيضاً مسؤولة عن تدهور الأزمة الانسانية" التي تطاول ملايين العراقيين. واعتبر أنان ان فرض عقوبات محددة الأهداف لا يكفي، لأن على المجتمع الدولي ان يستخدم سياسة "الجزرة والعصا" ليقنع الدول المعاقبة بأن مجلس الامن سيخفف العقوبات او سيرفعها "وإلا ليس لديها أي مصلحة للتعاون".