خطت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر خطوة نحو الانفتاح على القوى السياسية الأخرى ومد الجسور مع تيارات سياسية فاعلة في الحياة السياسية، إذ قررت تأييد المرشح القبطي عن حزب الوفد في دائرة الوايلي وسط القاهرة السيد منير فخري عبدالنور الذي سيخوض جولة الإعادة غداً منافساً لمرشح الحزب الوطني الحاكم رئيس لجنة التعليم في البرلمان السابق السيد أحمد فؤاد عبدالعزيز. وأفادت مصادر في "الجماعة" أن تعليمات صدرت إلى ناخبي "الإخوان" المسجلين في الدائرة للتصويت لمصلحة عبدالنور، مشيرة إلى أن جهوداً استمرت طوال يوم أمس لتحفيز الكتلة الانتخابية للجماعة في الوايلي على المشاركة بإيجابية واعتبار عبدالنور مثله مثل سبعة من رموز "الإخوان" سيخوضون جولة الإعادة في دوائر أخرى. وأشاد عبدالنور بخطوة "الاخوان" ووصفها بأنها "موقف وطني عظيم صدر عن جماعة تتمتع بثقل سياسي وحضور شعبي اثبتته نتائج الانتخابات"، وقال ل"الحياة" ان نائب المرشد العام للجماعة المستشار مأمون الهضيبي والقطب البارز النائب السابق الدكتور عصام العريان أجريا اتصالين معه أمس لابلاغه مساندته في الانتخابات. واعتبر أن القرار "يعكس احترام الجماعة لمبادئ الوحدة الوطنية في مصر في مواجهة دعاوى الفتنة الطائفية ومحاولات شق الصف بين ابناء الشعب المصري"، وأشار إلى أن الهضيبي والعريان استنكرا محاولات استخدام منافسه مرشح الحزب الوطني الدين في الدعاية الانتخابية. وتوقع أن يسهم موقف الإخوان في "ارتفاع اسهم الإخوان لدى الرأي العام والقوى السياسية على الساحة المصرية". وكان "الإخوان" حاولوا ترشيح قبطي في احدى دوائر الاسكندرية على لائحتهم هناك إلا أن المحاولة لم تحقق نجاحاً وهم كانوا ايدوا في الانتخابات التي جرت العام 1987 المرشح القبطي جمال سعد عبدالملاك الذي خاض الانتخابات على قائمة حزب العمل.