نفى القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر الدكتور عصام العريان ما تردد حول وجود مفاوضات سرية بين الجماعة والأقباط، وأكد أن كل ما طرح هو مبادرة من المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف، والصحافي محمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحافيين لإجراء حوار مع شخصيات قبطية مدنية حول هموم الأقباط وكيف يمكن طرحها وذلك من خلال تبني نواب الجماعة في البرلمان الجديد مشاكل الأقباط على المستوى المحلي وشدد على أن الجماعة لم تتسلم مشروع حوار من الأقباط ولا توجد مفاوضات سرية معهم . كانت صحيفة «روز اليوسف» قالت في خبر نشرته قبل يومين ان هناك مفاوضات سرية تجرى الآن بين جماعة الإخوان والأقباط وان هناك مشروع حوار يتضمن 6 محاور رئيسة أعدها بعض مفكري أقباط الداخل وعلى رأسهم الدكتور رفيق حبيب وزعمت الصحيفة على لسان العريان أن أول هذه المحاور هو صياغة المواقف التي تتخذها الجماعة تجاه الأقباط وتحديدها في صيغة واحدة، وان المحور الثاني هو التطمينات حول دور العبادة وحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، والثالث حالات تغيير الديانة والرابع أهمية دفع القبطي العادي للمشاركة في الحياة السياسية والخامس دور نواب الإخوان في مجلس الشعب وضرورة إثارتهم لما يسمى بمشاكل الأقباط وتبني مشروعات القوانين الخاصة بمشاكل الأقباط من الأحوال الشخصية وبناء دور العبادة والسادس هو مناقشة عزوف الأقباط عن المشاركة في أنشطة الإخوان التي يقيمونها في العديد المناطق سواء كانت أنشطة رياضية أو اجتماعية . ونقلت الصحفية عن العريان قوله ان الجماعة عرضت الحوار مع الدكتور ميلاد حنا ردا على تصريحاته التي أكد فيها أن الأقباط سيرحلون إذا وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم في حين نقلت عن حنا نفيه الاتصال بأي من قيادات الجماعة للمشاركة في أي حوار وأنه لا يعرف المحاور التي سيتم الحوار حولها وإن كان يرحب بهذه الخطوة. على صعيد الانتخابات البرلمانية بدا أن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر لن تتمكن من مواصلة تفوقها في الانتخابات، والذي حققته في المرحلتين الأولى والثانية، اللتين حصدت فيهما 76 مقعدا، فيما فشلت في الجولة الأولى من المرحلة الثالثة التي جرت الخميس الماضي في حصد أي مقعد. وكانت تلك الجولة، وحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات أغلقت على حسم 9 مقاعد فقط، 8 للوطني، ومقعد واحد لحزب الوفد، فيما تجرى جولة الإعادة الأربعاء على باقي المقاعد وعددها 132 مقعدا من أصل 132. واعترفت الجماعة المحظورة بأن مكاسبها في هذه الجولة كانت في دخول 35 مرشحا جولة الإعادة من بين اجمالي مرشحيها في هذه المرحلة، وعددهم 49 مرشحا. وقالت الجماعة إنه على الرغم مما شاب عملية الانتخابات من تدخلات أمنية وغلق لجان وتقفيل مدن وقرى بأكملها، فقد دخل 35 من مرشحي الجماعة جولة الإعادة وهم 11 بالدقهلية، 11 بالشرقية، 5 بسوهاج، 5 بكفر الشيخ، 2 بدمياط، 1 بشمال سيناء، فيما لم يوفق 14 من مرشحي الإخوان في هذه الجولة وهم : 7 بالدقهلية، 3 بالشرقية، 2 بدمياط، 2 بكفر الشيخ. في المقابل أعلن صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أن عدد مقاعد الحزب في البرلمان زاد بعد هذه المرحلة إلى 224، انتظارا لجولة الإعادة . وأظهرت النتائج النهائية للمرحلة الثالثة والأخيرة إجراء جولة إعادة الأربعاء في غالبية الدوائر، وعددها 68 دائرة، وكان من أبرز النتائج سقوط مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك في دائرة أتميدة بالدقهلية، حيث ستجرى الإعادة بين مرشح الإخوان بالدائرة شفيق الديب «فئات» بحصوله على 23000 صوت وعبد الرحمن بركة «فئات» وطني بحصوله على 20000 صوت. ومن أبرز من سيخوضون جولة الإعادة من الأسماء المعروفة سامح عاشور نقيب المحامين والمستشار محمد موسى «وطني» وحمدين صباحي «الكرامة» ومحمد مرسي «إخوان» ومحمود أباظة «وفد» وضياء الدين داود «ناصري». ويبلغ عدد الذين سيخوضون جولة الإعادة من مختلف التيارات 224 مرشحا، باعتبار أن عدد الذين حسموا نجاحهم من الجولة الأولى لا يزيد على تسعة فقط، هم ثمانية من الوطني وواحد من الوفد ومن أبرز الخاسرين أحمد جلال أبو الدهب وطلعت السويدي وصلاح الطاروطي. إلى ذلك أشار تقرير للجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية إلى انتهاكات حدثت خلال انتخابات الجولة الأولى من المرحلة الثالثة منها منع قوات الأمن دخول الناخبين إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم والقبض على عدد من أنصار مرشحي المعارضة وخاصة الإخوان المسلمين، فضلاً عن الكشوف الانتخابية المختلفة تمامًا عن الكشوف التي تسلمها المرشحون. وذكر التقرير أنه تمَّ استدعاء موظفي مجلس المدينة والوحدات المحلية للدعاية لمرشحي الحزب الوطني رغم أنَّ يوم الخميس هو عطلة رسمية بالنسبة لهم، كما تمَّ عمل غرفة عمليات لمرشح الحزب الوطني بمجلس المدينة. وفي ذات السياق، تقدَّم مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز ببلاغين للنائب العام ووزير العدل، بصفته رئيس اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، يطالبهما فيها بالتحقيق في واقعة القبض على 35 من الإخوان في محافظة الجيزة من قبل أجهزة الأمن فجر يوم الجولة الأولى للمرحلة الثالثة للانتخابات البرلمانية . وطالب مركز سواسية في البلاغين بالإفراج الفوري عن هؤلاء المواطنين تعزيزاً لقيمة المواطن وإعلاءً لحقوق الإنسان.