نيويورك، واشنطن - رويترز، اف ب - هددت دول عدم الانحياز في مجلس الامن امس بالتصويت على قرار يندد باراقة الدماء في المصادمات بين الاسرائيليين والفلسطينيين، سواء بموافقة الولاياتالمتحدة أو عدمها. واوضح ديبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة كانت هددت مساء اول من امس بفرض "فيتو" على مشروع قرار يدين "الاستفزاز" الاسرائيلي ويطالب بتحقيق "موضوعي" في اعمال العنف التي تستهدف الفلسطينيين. وقال السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك لاعضاء مجلس الامن انه يرفض النص الذي تم التفاوض في شأنه ساعات مع الفلسطينيين بعدما استشار وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. ونقل عنه بعض الديبلوماسيين قوله: "اظن انني سأحصل على تعليمات بفرض فيتو على هذا القرار". وقبل اجراء هولبروك مشاورات مع واشنطن، كان اعضاء المجلس قريبين من اتفاق على نص مشروع القرار الذي تم تخفيف لهجته كثيرا مقارنة مع المشروع الذي اقترحه الفلسطينيون. ويدين مشروع القرار "الاستفزاز" الذي شكلته في 28 ايلول سبتمبر زيارة زعيم اليمين الاسرائيلي ارييل شارن للحرم القدسي، ويقترح "وضع آلية لاجراء تحقيق سريع وموضوعي في شأن الاحداث المأسوية التي شهدتها الايام الاخيرة". لكن هولبروك قال انه لا يمكنه القبول ان يستخدم القرار كلمة "استفزاز" لادانة زيارة شارون. وعوضا عن اجراء تحقيق موضوعي، طالب باجراء "تحقيق لتقصي الحقائق تحت الرعاية المناسبة". ويدين مشروع القرار "اعمال العنف هذه خصوصا الاستخدام المفرط للقوة"، لكن لا يأتي على ذكر اسرائيل صراحة. وكان هولبروك قال في وقت سابق ان "الولاياتالمتحدة لا يمكنها دعم قرار لا يتناسب مع مصالحها الوطنية ومع الاحداث كما نراها على الارض". وسبق لاعضاء مجلس الامن ان ناقشوا هذا المشروع على مدى خمس ساعات ليل الخميس - الجمعة وافترقوا عند الساعة الثالثة فجرا من دون التوصل الى اتفاق. من جهة اخرى، اعلنت الناطقة باسم البيت الابيض ناندا شيتري ان الرئيس بيل كلينتون الغى امس زيارة مقررة الى اوهايو لجمع التبرعات بسبب الاحداث في الشرق الاوسط. واوضحت ان كلينتون بحث الوضع في اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ومع الرئيس ياسر عرفات. وقال ديبلوماسيون ان الرئيس الاميركي يرمي الى انهاء المأزق في ما يتعلق باصدار قرار من مجلس الامن يندد بالاشتباكات المستمرة منذ اكثر من اسبوع بين الاسرائيليين والفلسطينيين.