لاغوس، نجامينا، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اتسعت دائرة الاتهامات الافريقية لليبيا بحصول اعمال عنف على ارضها ادت، بحسب شهود، الى "مجازر" ارتكبت بحق رعايا عدد من الدول الافريقية. واعقبت ذلك عمليات ترحيل منظمة للرعايا الافارقة من ليبيا. واكد شهود نيجيريون وصلوا امس الى لاغوس مقتل 500 افريقي على الاقل غالبيتهم من نيجيريا، فيما افادت معلومات من نجامينا ان نحو مئة تشادي رحلوا من ليبيا ووصلوا اول من امس الى بلدهم وتحدثوا عن "عدد كبير من القتلى" التشاديين على ايدي ليبيين. ووصلت مجموعة جديدة من 450 من المرحلين من ليبيا امس الى لاغوس ليرتفع عدد العمال النيجيريين المهاجرين الذين تم ترحيلهم منذ الاربعاء الماضي الى 3600 عامل. واستنادا الى شهادات استقتها وكالة "فرانس برس" في لاغوس من نيجيريين تم ترحيلهم من ليبيا، فان اكثر من 130 افريقياً قتلوا في احدث عمليات عنف حصلت في هذا البلد. ونقلت الوكالة عن إيميكا نوانكو 26 عاماً عامل البناء الذي امضى في ليبيا سنتين :"ارقامنا تؤكد مقتل 137 افريقيا معظمهم من نيجيريا". واضاف :"قتلهم شبان يريدون ترحيل السود من بلادهم". وذكر بعض الشهود ارقاماً عن اكبر من ذلك بكثير، لكن الجميع اكدوا سقوط عشرات القتلى. ونقلت وكالة "رويترز" ايميكا اونيي الذي وصل امس من ليبيا الى لاغوس ان "عدد القتلى يتجاوز ال 500، ويحتمل ان يكون 800"، مشيراً الى عدد كبير من المفقودين. الى ذلك، ذكرت صحيفة "لو بروغريه" التقدم المستقلة امس ان نحو مئة تشادي كانوا يقيمون في ليبيا عادوا اول من امس الى نجامينا على متن طائرة "انطونوف" اثر اعمال العنف التي استهدفت في نهاية ايلول سبتمبر مهاجرين افارقة. ونقلت الصحيفة عن احد الناجين من عمليات العنف الليبية ويدعى محمد صالح تأكيده "سقوط الكثير من القتلى" مضيفاً "ان عدداً كبيراً من التشاديين اصيبوا بجروح او اعتبروا مفقودين وأحرق بعضهم احياء". وقال: "ان وجودي هنا يدل على ان الوضع خطير. انظروا الى احوالنا وكيف عدنا". ووصف الوضع الجاري في ليبيا بأنه "محزن". وقال: "فقدنا جميع ممتلكاتنا واحرقت منازلنا". ورداً على اسئلة الصحيفة اكد بعض العائدين ان الوضع في ليبيا هادئ حالياً، لكنه "يمكن ان يتدهور لان التوتر لم يخف". واعتبرت صحيفة "لوبروغريه" ان الليبيين "يستفردون بالسود ويهاجمونهم". واكدت "ان عدداً كبيراً من التشاديين يستعد للرحيل من ليبيا وتم تجميعهم حالياً في مخيم في طرابلس تحت مراقبة اجهزة الامن الليبية. البعض يشعرون بالفرح للقاء عائلاتهم بعد فراق طويل، ولكن بعضهم الآخر لا يعرف مدينة نجامينا". ويقيم نحو 500 الف تشادي في ليبيا حيث يشكلون مصدراً مهماً لليد العاملة في المؤسسات الليبية. وكان مسؤولون غانيون اكدوا ترحيل اكثر من 1500 من مواطنيهم الى بلدهم بعدما تعرضوا "للملاحقة والضرب وحرق منازلهم". في حين طلب الرئيس السوداني الفريق عمر البشير من الزعيم الليبي العقي معمر القذافي، في نهاية الشهر الماضي، التدخل لوقف المواجهات التي قتل فيها سودانيون وبدأت في 20 من الشهر الماضي في مدينة الزاوية شمال غربي البلاد. وكانت اعمال العنف بدأت بعد صدور قرار من "مؤتمر الشعب العام" نص على وقف توظيف العمال الاجانب، وضرورة تقديم مثيري الشغب الى المحاكمة.