أكدت مصادر في المعارضة السودانية استمرار المعارك مع الجيش السوداني في شرق البلاد أمس. وقالت المصادر ل"الحياة" في أسمرا إن القتال "يدور بضراوة حول حامية رساي شمال شرقي مدينة كسلا" الحدودية. ورفضت المصادر التعليق على سير المعارك، قائلة إنها لم تتلق بعد تفاصيل. وربطت المعارضة المعارك بالموقف الحكومي من الحل السياسي الشامل، واتهمت الحكومة صراحة ب"محاولة عرقلة المساعي المبذولة في إطار التسوية السلمية". لكن مراقبين اعتبروا ان الحكومة ترغب في تحقيق موقف تفاوضي أفضل إذا تمكنت من انجاز انتصارات عسكرية على قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في شرق السودان. ولم يصدر في الخرطوم، التي يزورها حالياً الرئيس الاريتري أساياس افورقي، ما يؤكد وقوع هذه المعارك أو ينيفه. وكانت القيادة العسكرية لقوات المعارضة أكدت أول من أمس أنها صدت هجوماً للجيش السوداني على منطقة رساي التي تتمركز فيها قوات تابعة للتجمع. وأشارت إلى أن تقدم الجيش الحكومي تم على ثلاثة محاور في كوتنيب وقدماييب وهمشكوريب. الملتقى التحضيري في موازاة ذلك، قررت لجنة تسيير الملتقى التحضيري لإقرار مبادئ المصالحة عقد الملتقى في السادس عشر من الشهر الجاري في الخرطوم، بعد تأجيله أكثر من مرة. وبحثت اللجنة في اجتماع عقدته برئاسة الرئيس السابق عبدالرحمن سوار الذهب مساء أول من أمس في استعدادات لجان الملتقى الخاصة بدعوة المشاركين. وقال مقرر الملتقى السفير السوداني لدى مصر أحمد عبدالحليم إن لائحة المشاركين شملت أحزاباً وتنظيمات سياسية وقوى اجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والإدارة الأهلية والشيوخ والزعماء وقطاعات المهنيين ومنظمات المرأة والشباب والطلاب، إلى جانب شخصيات قومية وقيادات عسكرية سابقة. وكان حزب الأمة جمد نشاطه في عضوية لجنة الملتقى، وربط مشاركته بالاستجابة لمطالبه التي شملت ارجاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في كانون الأول ديسمبر المقبل، وتوسيع قاعدة المشاركة في الملتقى، فيما أعلن الحزب الاتحادي الديموقراطي وحزب المؤتمر الشعبي مقاطعتهما الملتقى. وتحفظت قوى أخرى مسجلة في سجل الأحزاب السودانية على المشاركة، كما رفضت قوى المعارضة فكرة الاجتماع.