لليوم الخامس على التوالي، وسط اجراءات أمنية مشددة، تواصلت أمس التظاهرات والاحتجاجات السلمية في الأردن، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالممارسات الاسرائيلية. وشهد بعض المسيرات صدامات مع أفراد الشرطة التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع في بعض المواقع، لمنع آلاف من المتظاهرين من الوصول الى مبنى السفارة الاسرائيلية في احدى ضواحي العاصمة. ونظمت الحركة الاسلامية تظاهرة في "ساحة المحطة" وسط عمان، شارك فيها حوالى 15 ألف شخص، في أكبر تظاهرة احتجاجية منذ حرب الخليج الثانية. واغلقت قوات مكافحة الشغب وقوات الأمن الخاصة الطرق المؤدية الى السفارة الاسرائيلية، ومنعت حوالى 5 الاف من المصلين الذين خرجوا من جامع الرابية بعد صلاة الجمعة، من التوجه الى السفارة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع. كما منعت قوات الأمن مئات المتظاهرين الذين خرجوا من جامع الحسيني من الوصول الى الشوارع الرئيسية في العاصمة، في محاولة للوصول الى السفارة. واستمرت عملية "الكر والفر" بين المتظاهرين وقوات الأمن في الطرق المؤدية الى السفارة، لأكثر من ثلاث ساعات قبل ان يتفرق المتظاهرون. وكان مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين شهد أول من امس مواجهات بين رجال أمن ومتظاهرين ألقوا الحجارة عليهم بعد منعهم من الوصول الى الشوارع الرئيسية. واستمرت المواجهات نحو أربع ساعات من دون الابلاغ عن اصابات كبيرة. وكانت الحركة الاسلامية دعت المتظاهرين، الذين قدر عددهم بآلاف، الى عدم الخروج الى الشوارع الرئيسية لتفادي المواجهات مع قوات الأمن التي استخدمت أيضاً العربات الخاصة بمكافحة الشغب. واحرقت مجموعات من المتظاهرين اطارات سيارات بعد انسحاب العدد الأكبر منهم، مما أدى الى تجديد المواجهات مع الشرطة التي استخدمت الهراوات لتفريقهم. واعتقلت قوات الأمن خلال اليومين الماضيين عشرات المتظاهرين بسبب خروق أمنية، بما فيها محاولة لتحطيم سيارات أو متاجر. وأصدرت مديرة الأمن العام بياناً جاء فيه: "في الوقت الذي يسمح للمواطنين بالتعبير عن مشاعرهم النبيلة، فإن الاجهزة الأمنية لن تسمح بالاعتداء على الأمن الوطني أو الممتلكات، وستقف بحزم في وجه أي محاولة للعبث أياً يكن مصدرها". وأهاب البيان بالمواطنين "التعبير عن آرائهم ومواقفهم بأسلوب حضاري قانوني، بعيداً عن العنف والاستفزاز". وطالب المتظاهرون بإغلاق السفارة الاسرائيلية وترحيل بعثتها الديبلوماسية، احتجاجاً على الممارسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.