بعد غياب ثلاثة أعوام عن الوقوف وراء كاميرات الفيديو، يعود المخرج محمد فاضل ثانية من خلال مسلسل "العائلة والناس" من تأليف مجدي صابر. وهو انتهى أخيراً من تصويره وتوليفه ويسعى الى عرضه قبل زحمة الأعمال الرمضانية. ويبدو أن هذا العمل زاد رغبة محمد فاضل في الفيديو، اذ انه يعكف الآن على التحضير لثلاثة أعمال دفعة واحدة، بينها مسلسل "حياتي بكرة" من بطولة سميرة أحمد وتأليف اسامة أنور عكاشة الذي يلتقيه بعد غياب خمسة أعوام، تلت تقديمهما الجزء الثاني من مسلسل "أبو العلا البشري" وحمل عنوان "أبو العلا 90". "الحياة" التقت فاضل في مكتبه في شارع الهرم في القاهرة وسألته عن "العائلة والناس" وعن العملين الآخرين وعن الجزء الثاني من مسلسل "الشارع الجديد" وكذلك عن عدم رغبته في تكرار تجربة الإنتاج بعد فيلم "كوكب الشرق". غبت طويلاً، على غير العادة، عن الإخراج التلفزيوني. ما السبب؟ - للبحث عن نص جيد، ثم تحضير العمل والإعداد الجيد له، فضلاً عن أنني خلال هذا الغياب أنجزت فيلم "كوكب الشرق". وماذا عن مسلسل "العائلة والناس"؟ - المسلسل من تأليف مجدي صابر وبطولة كمال الشناوي وفردوس عبدالحميد ويوسف شعبان وعزت أبو عوف ونهال عنبر وغيرهم. يقع في 24 حلقة ويعكس جانباً من جوانب المجتمع المصري بين العامين 1999 و2000، فإذا كان "القاهرة والناس" تعرض لصورة المجتمع في العام 1967، فإن "العائلة والناس" يعكس الصورة الآن، لأن الحلقة الأخيرة تدور أحداثها ليلة رأس السنة 2000، من خلال صراع داخل عائلة تحاول التحكم بمصائر الناس، وكيف يقاوم الناس هذا التحكم. نص جديد، وعدد من الوجوه الجديدة.. هل هي الحاجة إلى دم جديد؟ - الفن دائماً في حاجة إلى دم جديد ومتجدد وأزعم ان دور يوسف شعبان، وهو نجم كبير، في هذا العمل لم نشاهد مثيلاً له منذ أعوام، وليس الجديد كونه أول عمل، لكنني أعني التجديد في كل المناحي الفنية، تأليفاً وتمثيلاً وعناصر فنيين مشاركين. هل ثمة فجوة، من وجهة نظرك، بين كبار المؤلفين والشباب منهم؟ - لم تعد هناك فجوة، اذ ثمة عدد لا بأس به من المؤلفين الذين بدأت اسماؤهم تتكرر مثل مجدي صابر ومحمد صفاء عامر ومصطفى إبراهيم، إلى جانب الرواد الذين رسخت اقدامهم مثل اسامة أنور عكاشة ومحسن زايد ووحيد حامد. وهل ينطبق هذا الأمر على المخرجين؟ - هناك عشرات الاسماء الآن بدأت تظهر على الساحة مثل مجدي أبو عميرة وأحمد صقر وهاني اسماعيل ومصطفى الشال ومحمد النقلي ومحسن فكري. وما مقومات المخرج الجيد من وجهة نظرك؟ - التعامل الجيد مع النص ابتداءً من اختيار الفكرة حتى يصبح هناك نص قابل للتصوير، ثم التعامل الجيد مع مسألة اختيار الممثلين، ثم تأتي العناصر الفنية الاخرى وعدم التهاون في التفاصيل الفنية أو التفريط بأي عنصر فني، سواء كان هذا العنصر ديكوراً أو اضاءة أو تصويراً أو صوتاً أو موسيقى تصويرية أو توليفاً. ما اخبار مسلسل "حياتي بكرة" الذي كتبه اسامة عكاشة؟ ولماذا طالت مدة عدم التعاون بينكما... خمسة أعوام؟ - بسبب انشغاله في غير عمل مع غير مخرج. وسنلتقي قريباً في مسلسل "حياتي بكرة" من بطولة سميرة أحمد وهو انتهى من كتابة الحلقات العشر الأولى منه الى الآن. وسنبدأ بالتصوير عقب انتهائه من كتابة باقي الحلقات، اذ من المقرر أن تصل الى ثلاثين. ثم أن هناك أعمالاً أخرى بيننا، طي الكتمان. ماذا يمثل اسامة أنور عكاشة الذي قدمت معه أعمالاً ناجحة الى الدراما العربية؟ - قدمنا بالفعل ثمانية أعمال أبرزها "وقال البحر" ثم الجزء الأول من "رحلة ابو العلا البشري" ثم "عصفور النار" و"النسوة" و"أبو العلا 90". ويمثل اسامة أنور عكاشة تطويراً للدراما العربية لأنه استطاع أن يبتكر فن الرواية التلفزيونية التي لا تعتمد فقط الحدث، ولكن الفكر من الوزن الثقيل، والمتعة في الوقت نفسه، وعلى مستوى خاص من الحوار، لا يستطيع ادارته بين الشخصيات، أحد غيره. يتردد أنك تتدخل أحياناً في الإضافة والحذف، في النصوص الدرامية التي تتولى اخراجها؟ - لم يحدث اطلاقاً أن تدخلت في كتابة أي سيناريو ما عدا مسلسل "الشارع الجديد" اذ وجدت ان من الضروري التدخل. وتم هذا في شكل قانوني بناء على تعاقد مع شركة "صوت القاهرة". أما في باقي أعمالي التي تبلغ نحو اربعين، فكانت المسألة احترام الوضع الطبيعي في العلاقة بين المؤلف والمخرج وأعني بها المناقشة والتحاور ولكن في النهاية تبقى المسؤولية الأخيرة عن النص المكتوب في يد المؤلف. وماذا عن أخبار الجزء الثاني من "الشارع الجديد"؟ - تم الاتفاق مع السيد عبدالله كمال على كتابة سيناريو الجزء الثاني، ولكن يبدو أن انشغالاته الصحافية تحول حتى الآن دون ظهوره. وأتمنى الانتهاء منه خصوصاً ان كثيراً من ديكوراته لا تزال قائمة في مدينة الانتاج الإعلامي. لماذا لم تكرر تجربة الإنتاج بعد "كوكب الشرق"؟ وهل تمتنع عن الإخراج السينمائي؟ - لا أعتقد أن تجربة إنتاج "كوكب الشرق" تشجعني على تكرار المخاطرة، خصوصاً أن صناعة السينما لم يعد لها ضوابط أو معادلات مفهومة. لكن هذا لا يمنعني من تولي الإخراج السينمائي. وما رأيك في السينما الآن؟ وكذلك في نجومها الجدد؟ - لا تعليق!!! وظاهرة المنتج المنفذ سواء في مجال السينما أو الفيديو؟ - أعتقد ان من غير الممكن اعتماد إنتاج أفلام جادة إلا من خلال اتحاد الاذاعة والتلفزيون الذي لا يعتمد مردود شباك تذاكر دور العرض، على رغم أنه يعرض أفلامه في هذه الدور، وهو الجهة الوحيدة القادرة على المخاطرة، مستنداً الى أنه، في النهاية، يفيد من إنتاج هذه الأفلام بعرضها في قنواته الأرضية والفضائية المتعددة. أما اسلوب المنتج المنفذ في مجال الفيديو، فأرى أنه جيد لدعم الإنتاج، ولكن يجب ترشيده، من طريق التمييز بين الأعمال المتميزة والعادية، حتى يمكن تشجيع المنتجين المنفذين الجادين على إنتاج أعمال ذات مستوى متميز.