شهدت ساحل العاج في الساعات ال48 الأخيرة انتفاضة على الحكم العسكري بقيادة الجنرال روبير غيي، الذي فشل في تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لمصلحته راجع ص 7. وجرف "الطوفان البشري" في الشارع العاجي قادة الحكم العسكري، وحمل الزعيم الاشتراكي لوران غباغبو الى السلطة، بعد مواجهات بين عناصر القوات المسلحة، كادت تودي بوحدة الجيش وتدفع البلاد الى أتون حرب أهلية. وتضاربت الأنباء حول مصير الجنرال غيي الذي افيد انه استقل وافراد عائلته طائرة هليكوبتر الى جمهورية بنين المجاورة، واضعاً بذلك حداً لمغامرة بدأها بالاستيلاء على الحكم، في انقلاب عسكري قبل عشرة شهور. واضطر الحكام العسكريون السابقون للاعتراف بفوز غباغبو في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت الأحد، فيما تعهد الرئيس الجديد السعي الى مصالحة وطنية واحترام الالتزامات الخارجية لبلاده ، مستفيداً من مناهضة العواصم الغربية، خصوصاً باريس، محاولة غيي الاستيلاء على الحكم. وافادت معلومات عن سقوط 11 قتيلاً وعشرين جريحاً في المواجهات مع القوات الموالية للحاكم العسكري. وأفيد ان الجنود وعناصر الأمن الداخلي تولوا حماية المدنيين، بعدما ايقنوا ان محاولة بعض العناصر العسكرية الموالية لغيي التصدي للمتظاهرين، ستنتهي بحمام دم، خصوصاً بعدما بدأت هذه العناصر باطلاق النار فوق رؤوس عشرات الآلاف من المحتجين. وكان العسكريون المكلفون حراسة المنشآت العامة، وبينها مقر الاذاعة، فشلوا في صد المتظاهرين الموالين لغباغبو الذين نجحوا في اقتحام عدد من المقار بعد محاولات متكررة، وسرعان ما انضم العسكريون الى المتظاهرين، فانهارت المقاومة في صفوف انصار غيي. في غضون ذلك، اكد السفير اللبناني لدى ساحل العاج عصام مصطفى في اتصال اجرته "الحياة" ان اياً من افراد الجالية لم يصب بأذى، ولم يطلب مغادرة البلاد. ومعلوم ان الجالية اللبنانية هي اكبر الجاليات الأجنبية في البلد، وتضم أربعين ألفاً.