} أكد الرئىس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة رفيق الحريري الذي انهى مشاوراته النيابية غير الملزمة مع النواب، انه سيدرس حصيلتها مع رئىس الجمهورية اميل لحود في اجتماع يعقد بينهما صباح اليوم. ورأى: "ان التوجهات النيابية تدل الى توجهات الرأي العام وهي امر اساسي وجوهري"، ملمحاً الى ان "كل شيء وارد في شأن صيغة الحكومة، ويمكن الاستعانة بوزراء من خارج المجلس". لكنه لم يحدد عدد اعضائها. انهى رئىس الحكومة المكلف رفيق الحريري مشاوراته مع النواب التي كان بدأها اول من امس، في ساحة النجمة. واستهل الجولة الثانية الاخيرة بلقاء النائب عصام فارس الذي تمنى "ولادة حكومة متماسكة ومنسجمة يرتاح اليها الرأي العام وقادرة على استجابة متطلبات المرحلة على مواجهة التحديات الداخلية والاقليمية". وشدد على "تفعيل الوفاق الوطني وصون الحريات وتعزيز الحياة الديموقراطية ووضع ش قانون انتخاب جديد". وأبدى النائب فريد مكاري تحفظاته عن التشكيلات التي اوردتها الصحف. وطالب بحكومة ذات غالبية برلمانية. وتمنى النائب بيار امين الجميل على الحريري "ان يأخذ في الاعتبار التمثيل النيابي في الحكومة المقبلة حتى تتمكن من اعطاء ثقة اكبر للبنانيين كافة". وأضاف: "اذا كانت الأسماء المتداولة صحيحة، فإنها تعبر عن مأساة وطنية". وطالب النائب جمال اسماعيل بحكومة "تستطيع ان تجمع كل اللبنانيين وان يكون اعضاؤها من البرلمان". ورأى النائب بيار حلو "ان المسألة ليست مسألة اشخاص بمقدار ما هي مسألة برامج وأفعال". ولاحظ ان "تغيير اسم او اسمين في التشكيلة المتداولة لا ينقذ البلد"، معتبراً "اننا لا نستطيع ان نكمّل في الحال التي نحن فيها، اذ ان البلد ليس في امكانه تحمّل ازمات جديدة". وتمنى النائب مصباح الأحدب تأليف حكومة تعكس نتيجة الانتخابات النيابية. وقال النائب بطرس حرب انه وجد لدى الرئىس الحريري "رفضاً كاملاً لما يطرح من صيغ في وسائل الاعلام". ودعا الى "حكومة تمثل كل التيارات السياسية في البلاد وقادرة على ان توحي الثقة للرأي العام، بأن هناك فريق عمل كفياً ووطنياً نظيف الكف، يتولى ايجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها البلاد". وأضاف: "وجدت لدى الرئىس المكلف الاستعداد الكامل كي يأخذ في الاعتبار الملاحظات التي ابديناها". وطالب النائب جان عبيد "بحكومة برلمانية على قاعدة اشراك المجلس النيابي في تحمل المسؤولية. لكن هذا لا يعني عدم اللجوء الى استثناءات مبررة". وطالب النائب محمد يحيى "بالاهتمام بالمناطق المحرومة ومراعاة مشاورات النواب". وأمل النائب يوسف المعلوف "بحكومة برلمانية تتصدى لمسألة الهجرة وايجاد فرص عمل جديدة". وتمنى النائب احمد فتفت على الحريري "تشكيل حكومة من القوى السياسية التي انتجتها الانتخابات، تكون متوازنة وفاعلة على كل المستويات". ودعا النائب كريم الراسي الى "حكومة سياسية معبرة عن تمثيل شعبي اي برلمانية". وابدى تحفظاته عن الاسماء التي وردت في الاعلام. وتوقع النائب محسن دلول ان تبصر الحكومة النور خلال يومين. وقال انه شعر انها ستكون مصغرة لا متوسطة ولا كبيرة، اي بين 14 و18 وزيراً. وأضاف: يجب ان تحدث ارتياحاً لدى الناس، واذا اردنا ان نمارس حقيقة اللعبة الديموقراطية فلننقل نتائج الانتخابات الى الحكومة. انا ضد مجيء اي وزير غير نائب في الحكومة الاولى والا نكون نطعن في كفاية النواب المنتخبين". وتمنى النائب خليل الهراوي على الحكومة الجديدة "ردم الهوة بين المواطن والمسؤولين"، مطالباً "بتمثيل البقاع في شكل كامل". كذلك تمنى النائب محمد علي الميس "تشكيل حكومة ممثلة لجميع المناطق اللبنانية واختيار النواب ذوي الرصيد الشعبي الكبير". وفي نهاية المشاورات ادلى الحريري بالآتي: "تم التشاور مع الزملاء النواب، والحصيلة سندرسها مع فخامة الرئىس اميل لحود. رأي النواب اساسي وتوجهاتهم تدل الى توجهات الرأي العام في البلد، ونحن سنأخذ هذا الامر في الاعتبار ونعتبره مسألة اساسية وجوهرية". سئل: هل ما زالت الحكومة متوقعة الجمعة؟ اجاب: "انا قلت سابقاً انني لا اعتقد ان الحكومة ستعلن قبل يوم الجمعة، ويمكن ان تصدر الجمعة، حتى الآن لم يحصل شيء". وعما نقل عنه ان الحكومة ستكون بين 14 و18 وزيراً؟ اجاب: "كل شيء وارد، يمكن ان تكون مصغرة او موسعة ومن غير المستبعد ان تكون الحكومة من 14 او 16 او 18 او 20 او 22 او 24، كل الاحتمالات ممكنة". سئل: كيف يمكن تلبية طموحات الكتل في حكومة من 14 او 16 وزيراً؟ اجاب: "في مسألة تشكيل الحكومات هناك امران: الاول، عدد الناس الراغبين في ان يكونوا وزراء، واعتقد ان عندنا ألفين يرغبون في التوزير، والثاني ان تكون منسجمة وتمثل الافرقاء الاساسيين في البلد. وهذا الامر يستدعي التشاور مع النواب للاستماع الى آرائهم وآراء الاعلام والصحافة وانعكاس هذه الآراء على الرأي العام. كل هذه الآراء مجتمعة تشكل القاعدة التي ينطلق منها الرئىس المكلف لتقديم الحكومة بالاتفاق مع فخامة الرئىس". وعن مطالبة النواب بحكومة برلمانية قال: "دائماً بعد الانتخابات يطالب النواب بحكومة برلمانية، ولكن في الاجمال لا شيء يمنع ان تكون ممثلة للمجلس النيابي بعدد كبير من الوزراء مع الاستعانة بوزراء من خارجه". وسئل: هل التسريبات التي نشرت في الصحف عن شكل الحكومة هي التي ستؤدي الى مفاجأة كهذه؟ اجاب: "اسألوا الذي نشرها، انا لا علاقة لي بها". حديث الى الزوار وكان زوار الحريري نقلوا عنه أنه منسجم تماماً مع ما تضمنه بيان المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية اميل لحود الذي دعا الى "الإفساح في المجال امام رئيس الحكومة المكلف للقيام بدوره في تشكيلها". وحين سئل الحريري هل تبديده الأنباء عن أن الحكومة تألفت، وأن لا صحة لما يتسرب عن أسماء أعضائها، قلب الطاولة في شأن التشكيلة الحكومية، أجاب "لا أحبذ هذا الكلام. ما قصدته هو أن ننتقل الى مناخ جديد على عتبة البحث في التعاون مع رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة. وأردت التصدي لمن يحاول استباق الأمور". وأكد "أن الاستشارات ليست رفعاً للعتب ولا يجوز التعاطي معها على أن كل شيء معلّب وأن ما يعرض الآن من أفكار لن يؤخذ بها". ولفت الى "ضرورة احترام الرأي العام اللبناني لجهة ما يرجوه من الحكومة تأليفاً وعملاً إضافة الى الأخذ في الاعتبار بآراء النواب ومطالبتهم بمراعاة التمثيل المتوازن سياسياً ومناطقياً". ورأى بعض زوار الحريري أنه أراد من تشديده على هذا الموقف دفن كل ما تسرّب عن الحكومة التي لم تتألف بعد إضافة الى الإمساك بزمام المبادرة حتى لا تأسره التسريبات التي كانت موضع انتقاد من النواب. وقال الحريري أنه لا يحبذ ما يقال عن علاقته برئيس الجمهورية لجهة اضطرارهما الى الزواج السياسي أو الى التعايش، مؤكداً الرغبة القاطعة في التعاون "لأن التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تفوق قدرة أي شخص على مواجهتها ما لم تكن هناك حكومة منسجمة قادرة على تحمل المسؤولية وتكون في مستوى طموحات اللبنانيين، وتعيد الثقة بالبلد بعد تأليف الحكومة". ودعا الحريري الى "عدم العودة الى الماضي، وإلى الخلافات السابقة وتجنب إغراق البلاد في دوامة السجال الذي نحن الآن في غنى عنه". وكشفت أوساطه أن عدم التذكير بالماضي أو استحضاره كان لسان حاله في جولته البروتوكولية على رؤساء الحكومة السابقين، إذ أبدى استعداده للتشاور معهم على غرار تشاوره مع القوى السياسية الأخرى. وأكدت ان الحريري تجنب ذكر عبارة "أزمة" في البيان الذي أذاعه فور تكليفه تأليف الحكومة، وأصر على استبدال عبارة التحديات الاقتصادية والاجتماعية بها لئلا يذهب البعض في تفسير كلامه الى أنه يغمز من قناة الحكومة السابقة.