هيلاري كلينتون لا تدّعي فقط بأنها نيويوركية ومعجبة بفريق "النيويورك يانكي" ولكنها تدّعي بأنها امرأة! ليس من المستغرب ان النيويوركيين من سكان وول ستريت غير معجبين بهيلاري بل الأدهى ان النساء ناخبيها الطبيعيين غير مغرمين بها أيضاً. لهذا من الطبيعي ان بعض الرجال لا يحبون نكرانها لأنوثتها، أو من ناحية أخرى محاولاتها المزيفة لإظهار نفسها كأنثى، كارتدائها الملابس الزاهية والعقود اللؤلؤية عندما ظهرت في الفيديو حين أعلنت انها مرشحة لمجلس الشيوخ، ومحاولتها مناقشة وصفات تحضير الكاتو! لماذا إذاً تشعر نساء ولاية نيويورك بأنّهن مُهدّدات أو مهملات؟ المساندة الضعيفة من مؤيديها المفترضين مشكلة حيّرت الصحافة منذ بدء حملتها. فجريدة "نيويورك تايمز" قالت في بعض مقالاتها أن حملة كلينتون تجابه تآكل وتدني تشجيع النساء لها. ربما تحظى بانتخاب النساء لها في شهر تشرين الثاني نوفمبر كأهون الشّرّين ولكنهن بالتأكيد لا يحببنها. احدى المقالات في جريدة "نيويورك بوست" كتبتها امرأة قالت فيها "ما الذي يجعل جلدي يشمئز حين أذكر شخصاً زائفاً مثل هيلاري؟". من أين تأتي هذه الكراهية؟ سؤال صعب لأن معظم النساء يجدن صعوبة في تحديد ما يكرهنه في هيلاري. يقلن أنهن لا يثقن بها، علماً أن زوجها "المخادع والفاسق" ما زال ينال تصنيفاً عالياً. الوقار والسمو الذي أظهرته هيلاري أثناء اتهام زوجها كان مصدر قوة لها في البدء، وظهورها على غلاف مجلة "فوغ" زاد من شعبيتها، أما اذلالها وما نتج عمّا فعله زوجها فقد رفعاها في نظر الشعب من دون أن تقول أو تفعل أي شيء، علماً بأنها استمرت في عدم اظهار أي انفعال. وكانت الاشاعات في واشنطنونيويورك سرت أنها تظاهرت بالغضب من الرئيس فحسب مما أكد للناس أن زواجها كان زائفاً وانها كانت على اتفاق ملائم معه. أما قرارها بالوقوف الى جانبه فبدا للناس أنه لم يكن سوى طريقة لنيل مقعد في مجلس الشيوخ. وظهر في مجلة "ستيت أوف ذي يونيون" مقال يفيد أنها كتبت لكلينتون خطاباً قبل زواجهما تقول فيه "أعرف ما تفعله مع الفتيات الصغيرات فأن كان ذلك صحيحاً سوف تتخلص منه. تذكّر ما تحدثنا فيه، تذكّر الأهداف التي وضعناها لنا. انك تجرب أن تشرد عن الخطة التي وضعناها سوية". جريدة مدرستها الثانوية تنبأت بأن هيلاري رودهام ستصبح راهبة باسم "الأخت ثلاّجة". ذلك ان براهين الناحية الحساسة في شخصيتها قد تكون خادعة ولكنها تبعث على عدم الثقة بها. فالموضوع ليس ان نساء نيويورك الطموحات لا يقبلنها كواحدة منهن ولكنهن يقبلنها تماماً وفي الوقت نفسه يغتظن منها ويعجبن بها ويردنها ان تفشل في الانتخابات! لماذا لا تكون هيلاري كلينتون معشوقة النساء في أميركا؟ علماً أنها بذلت مجهوداً كبيراً كي تظهر بمظهر الأنوثة المتواضعة من دون طائل. في الحقيقة ان نيويورك لم تكن أبداً تحبّ المرشحات النساء على رغم وجود نساء ذوات شخصيات متفردة صالحات للمراكز الكبرى ولكنهن لم يصلن الى أي مركز في نيويورك، فالأمثلة عديدة بالنسبة الى النهائيات الظاهرات مثل اليزابيت هولزمان وجيرالدين فرارو اللتين لم تستطيعا الوصول الى مراكز أعلى بل تمكنتا وبصعوبة من الاحتفاظ بمراكزهما الحالية. وفي نيويورك يحبون فكرة وجود امرأة قوية ولكنهم لا يحبون المرأة القوية. علماً بأنها لو كانت أدفأ أو أذكى لنالت مركزاً كبيراً. فمحاولتها للتشبّه بالأميرة ديانا في ضعفها وتواضعها قد تكون لتكسبها شعبية لدى النساء. وهذا ما لم تفعله أو لم تتمكن من فعله. انها لا تظهر أي ضعف لأحد، ولكن يبقى السؤال: لماذا لا يستطيع النيويوركيون أن يكونوا مرتاحين لوجودها. علماً بأن هيلاري مستعدة لعمل أي شيء حتى تُنتخب لمجلس الشيوخ، ولكن بدلاً من تقديرهم لمجهودها تراهم يكرهون ما تفعله. فمجرد التفكير بأنها تستعمل زواجها لنيل ما تبتغيه ليس مستساغاً لدى النساء، على رغم اخلاصها الظاهر لزوجها المغرم بالنساء. عندما كان بيل كلينتون يسعى الى الرئاسة الأولى كانت الناس تتكلم بمحبة عن وجود امرأة قديرة الى جانبه في البيت الأبيض، فالناس كانت تحب هيلاري كلينتون لمقدرتها وذكائها وحديثها، أما الآن فانقلبت الأوضاع بالنسبة اليها، وستكون النتائج المقبلة من قبيل ان غداً لناظره قريب!