أهدر المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب فرصة تحسين موقعه والتقدم على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، في المناظرة الأخيرة بينهما ليل الأربعاء - الخميس التي أثار خلالها قلقاً عبر رفضه التعهد بالاعتراف بحكم صناديق الاقتراع في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأفاد استطلاع للرأي أجرته محطة «سي أن أن» أن كلينتون فازت بالمناظرة الثالثة بنسبة 52 في المئة من الأصوات في مقابل 39 في المئة لخصمها، علماً أنها كسبت المناظرتين الأوليين، على رغم أنها لا تتمتع بشعبية إذ يشكك أميركيون كثيرون في نزاهتها. وقبل أن يغادرا لاس فيغاس تجمع حشد من خمسة آلاف شخص لتحية هيلاري وزوجها الرئيس السابق بيل. وقالت السيدة الأولى السابقة: «يستحق بلدنا أفضل من ترامب». وعلى متن الطائرة التي أعادتها إلى نيويورك، أبدت كلينتون «ارتياحها»، وأسفت «لإلقاء ترامب مسؤولية حملته على الآخرين». أما ترامب فتوجه إلى أوهايو حيث استأنف التجمعات الانتخابية. وبدأ ترامب المناظرة الثالثة في لاس فيغاس في شكل جيد، مصححاً «هفواته» في المناظرتين السابقتين. وظهر أكثر تنظيماً وأفضل استعداداً، مضاعفاً تأكيداته في شأن قضايا تهم القاعدة المحافظة حول الإجهاض وحيازة الأسلحة والهجرة. لكنه نسف كل ذلك برفضه قبول نتائج الاقتراع، ما يخرق تقاليد الديموقراطية الأميركية، ويناقض تصريحات مرشحه لمنصب نائب الرئيس مايك بنس الذي كان صرح قبل ساعة بأن ترامب سيحترم حكم صناديق الاقتراع. كما أعلنت إيفانكا، ابنة البليونير النيويوركي، أن والدها سيحترم النتائج «مهما كانت». أما مديرة حملته كيليان كونواي فقالت بعد المناظرة: «سيقبل بنتيجة الانتخابات، لأنه سيربح». وقال ترامب الذي لم يصافح منافسته في بداية المناظرة ولا في نهايتها: «سأنظر في هزيمتي إذا حصلت. أريد أن أشوقكم»، علماً أنه رفض في آب (أغسطس) 2015 التعهد بدعم الفائز المقبل في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، بحجة وجود عمليات تزوير انتخابية كبيرة يعترض عليها مؤيدوه. وأشار إلى أن «ملايين الأشخاص مسجلون بلا وجه حق على اللوائح الانتخابية، لذا أقول أن الانتخابات مزورة منذ الآن، كما لا يجب أن يُسمح لكلينتون بأن تصبح مرشحة، بسبب مخالفات رسائلها الإلكترونية وأمور كثيرة أخرى». وردت كلينتون بوصف تصريح منافسها بأنه «مروع». وأضافت: «أنه يحط من قدر ديموقراطيتنا ويشوّهها. يفزعني أن يتخذ مرشح أحد حزبينا الرئيسيين موقفاً مماثلاً، وللأسف حين يرى دونالد ترامب أن الأمور لا تسير في مصلحته يعلن أن كل شيء مزور ضده». وعارض رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس ما قاله ترامب، خصوصاً أن قيادة الحزب منشغلة بأمر آخر هو الحفاظ على الغالبية في الكونغرس، في حين صرح مسؤول جمهوري بأن «ترامب لا يخدم الحزب والبلاد بمواصلته القول أن نتيجة الانتخابات لا تتعلق به وبأنها مزورة. وإذا أخفق فليس لأن النظام مزور بل لأنه فشل كمرشح». وخلال المناظرة، نفى ترامب أيضاً الاتهامات الأخيرة التي وجهتها إليه نساء بالتحرش بهن جنسياً، وقال: «جرى تكذيب هذه الروايات على نطاق واسع، وأنا لا أعرف هؤلاء النساء، وأشك في طريقة ظهورهن». وزاد: «كلينتون امرأة شريرة حضتهن على الكلام، ونسج قصص من الخيال». في المقابل، وصفت كلينتون ترامب بأنه «أخطر رجل أراد أن يصبح رئيساً»، وحملت بعنف على مواقفه المؤيدة لبوتين. وقالت: «واضح أنك لا تعترف بأن الروس يشنون هجمات على الولاياتالمتحدة، وأنك تشجع التجسس على شعبنا». وقال ترامب، مشيراً إلى كلينتون، أن «بوتين لا يحترمك»، فردت كلينتون :»هذا لأنه يفضل دمية على رأس الولاياتالمتحدة». ورأى روبرت إريكسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيابنيويورك أن «هيلاري كلينتون ستفوز بالانتخابات على الأرجح، لكن السؤال المطروح هو تأثير ترامب على المرشحين الجمهوريين لمجلسي الشيوخ والنواب، إذ يخشى الجمهوريون مما سيفعله في الأسابيع الثلاثة المقبلة». ِأما أندرو غيلمان، خبير التوقعات الانتخابية في الجامعة ذاتها فقال: «في الانتخابات السابقة، لم تشهد الأسابيع الأخيرة تغيرات كبيرة». وأضاف: «لست متأكداً من أنه سيحظى بفرص أخرى لإقناع الناخبين».