} لا تزال مبادرة الرئيس الكوري الجنوبي كيم داو جونغ التاريخية لاخراج الشطر الشمالي من عزلته، تؤتي المزيد من الثمار. فبعد الاتصالات الودية اخيراً بين بيونغيانغ وواشنطن، اعلنت لندن عزمها على اقامة علاقات ديبلوماسية مع النظام الكوري الشمالي. لكن بريطانيا شددت على ان ذلك لا يعني الرضا عن النظام الكوري الشمالي بقدر ما يفسح في المجال امام ايصال الانتقادات الى هذا النظام ويسهم في خفض التوتر بين شطري كوريا. سيول، لندن - رويترز، أ ف ب - أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك امس، ان بلاده تعتزم إقامة علاقات ديبلوماسية مع كوريا الشمالية، وذلك لأول مرة منذ قيام الدولة الشيوعية قبل 50 عاماً. وتعني هذه الخطوة ان بريطانيا ستعتمد ديبلوماسيين من كوريا الشمالية للمرة الاولى منذ ان اعترفت بها كدولة في عام 1949. وجاء هذا التطور بعد مبادرات سلمية بين شطري كوريا. وقال كوك للصحافيين وهو في طريقه لحضور القمة الآسيوية - الاوروبية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، ان بريطانيا سترد بالايجاب على التحرك الذي قامت به بيونغيانغ تجاهها الشهر الماضي. وأضاف: "تلقينا مبادرة من كوريا الشمالية لاقامة علاقات ديبلوماسية، وأعتقد انه من المرجح ان نرد على ذلك ايجاباً". وسئل عن مغزى توقيت مثل هذا التحرك، فقال: "التحركات الديبلوماسية من هذا النوع تسير بايقاع بطيء، لكننا نعتزم اعطاء رد ايجابي في شأن العلاقات الديبلوماسية. ونبحث إقامة بعثة هناك كوريا الشمالية، لكن هذه قضية في المدى البعيد". وكان الوزير البريطاني ابلغ هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان "الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ حريص للغاية على ان تقيم دول اخرى علاقات مع كوريا الشمالية لاخراجها من عزلتها"، لكنه شدد على ان "اقامة هذه العلاقات، لا تعني بتاتاً اننا راضون عن النظام" الشيوعي القائم في بيونغيانغ. وأضاف انه بفضل إقامة علاقات ديبلوماسية مباشرة، "يمكننا إقامة حوار مباشر يخولنا الافصاح عن قلقنا" وخصوصاً حيال انتهاكات حقوق الانسان التي يتهم بها نظام بيونغيانغ. ولم يكشف كوك عن اي جدول زمني لاقامة هذه العلاقات. واعتبر انه لو قام مزيد من الدول بتعزيز الروابط مع كوريا الشمالية فإن فرص تطوير علاقات جيدة بين الكوريتين الشمالية وكوريا الجنوبية ستتحسن. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الأخير الذي يقوم بزيارة لسيول ايضاً، سيرحب بتقدم السلام في شبه الجزيرة الكورية عندما يتحدث الى رجال اعمال كوريين. كما سيشيد بالرئيس الكوري الجنوبي الذي حاز على جائزة نوبل للسلام الاسبوع الماضي بسبب جهوده لتحقيق المصالحة بين شطري كوريا. والرئيس الكوري الجنوبي سافر الى بيونغيانغ في حزيران يونيو الماضي، في زيارة تاريخية اجتمع خلالها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل، وتعهد الرجلان انهاء نصف قرن من المواجهة بين الكوريتين. وتقديراً لجهوده في تفكيك التوتر في شبه الجزيرة الكورية واخراج بيونغيانغ من عزلتها، منح كيم داو جونغ جائزة نوبل للسلام لعام ألفين. وكانت زيارته لكوريا الشمالية تلتها خطوات عملية لفتح الحدود بين الشطرين وإقامة مشاريع مشتركة عبر خط الهدنة بينهما القائم منذ انتهاء الحرب الكورية في 1953.