سيدني - "الحياة"، أ ف ب - اختتمت دورة الالعاب الاولمبية الرابعة والعشرين في سيدني بكلمة تقدير رائعة من رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش اذ وصفها بالدورة الافضل في التاريخ، واشاد بدعم الاممالمتحدة الذي حول تقليد الهدنة الاولمبية الى واقع ظهر في مرور وفدي الكوريتين الجنوبية والشمالية معاً في حفلة الافتتاح. وتوجه سامارانش الى الاستراليين اثناء القاء كلمته في حفلة الختام التي كانت مبهرة تماماً مثل الافتتاح، قائلاً: "إنها دورتكم يا اصدقائي الاستراليين، لقد كتبتم صفحة مجيدة في تاريخ بلدكم". وشكر سامارانش الرياضيين على منافساتهم الرائعة، ووصفهم بالابطال الذين يحبون الرياضة ويتحلون باخلاقها العالية. وتصدرت الولاياتالمتحدة الترتيب العام ب 97 ميدالية 39 ذهبية و25 فضية و33 برونزية، في مقابل 101 44 ذهبية و32 فضية و25 برونزية في دورة العاب اتلانتا 1996، وحلت روسيا ثانية ب 88 ميدالية 32 ذهبية و28 فضية و28 برونزية، في مقابل 63 في دورة اتلانتا، والصين ثالثة 28 ذهبية و16 فضية و15 برونزية. وجاءت استراليا المضيفة في المركز الرابع والمانيا خامسة، وهي اسوأ نتيجة للاخيرة منذ توحيد الالمانيتين عام 1989. العرب عربياً، تضاعفت الغلة من الميداليات التي رست على 7 في دورة اتلانتا قبل اربع سنوات فغنموا 14 ميدالية، ودخلت السعودية والكويت للمرة الاولى في السجلات الاولمبية. ورفع الرياضيون العرب عدد ميداليتهم الاجمالية الى 65 ميدالية، وكانت الحصة الاكبر لالعاب القوى، التي باتت الطريق المؤدية الى اعلى منصات التتويج في الدورات الحديثة، وحمل شعلتها خصوصاً المغاربة والجزائريون، في حين دخلت السعودية على الخط اخيراً. واعتبرت الجزائرية نورية بنيدة مراح نجمة العرب باحرازها الذهبية الوحيدة، وهي قلبت التوقعات وتغلبت على احدى اشهر العداءات في العالم حالياً الرومانية غابرييلا تشابوفي سباق 1500م، واصبحت ثاني جزائرية بعد حسيبة بولمرقة تنال الذهب في السباق ذاته ورابع سيدة عربية تنال هذا الشرف بعد المغربية نوال المتوكل والسورية غادة شعاع وبولمرقة. ولفت استمرار صيام مصر للمرة الرابعة على التوالي وفشل احد ممثليها في الحصول على ميدالية، علماً بان المصارع محمد رشوان كان اخر من طوق عنقه بالميدالية البرونزية في دورة لوس انجليس 1984. واعتبرت مشاركة دول العراق ولبنان وتونس والبحرين وعمان واليمن وفلسطين والاردن والسودان والصومال وجيبوتي، رمزية. جونز النجمة وتوجت العداءة الشهيرة ماريون جونز نجمة لهذه الالعاب على رغم فشلها في تحقيق حلمها في احراز خمس ذهبيات، فنالت ثلاث ذهبيات في سباقات 100 م و200 م والبدل 4 مرات 100 م وبرونزيتين في البدل 4 مرات 400 م والوثب الطويل. ولم يعن عدم تحطيم اي رقم "عالمي" في العاب القوى افتقادها الصراعات الكبيرة واهمها في سباق ال10 آلاف متر الذي انتزع الاثيوبي "القزم" هايله جبريسيلاسي فيه الذهبية بعدما تخطى الكيني بول تيرغات في المترين الاخيرين. وفرض الاميركي موريس غرين نفسه اسرع عداء في العالم بانتزاعه الميدالية الذهبية، وهو الذي يحمل الرقم القياسي ايضاً، ومقداره 79،9 ثوان، سجله العام الماضي في اثينا، واضاف اليها ذهبية البدل 4 مرات 100 م. ودخل مواطنه مايكل جونسون التاريخ بعدما بات اول عداء في التاريخ يحتفظ بلقبه بطلاً لسباق 400 م، ثم اكمل مجموعته الاولمبية باحراز ذهبية البدل 4 مرات 400 م مع منتخب بلاده ورفع رصيده الى خمس ذهبيات في كل الدورات. وانتهت المواجهة الاميركية الاسترالية في حوض السباحة بتفوق الاميركيين الذين حصدوا 33 ميدالية منها 14 ذهبية اي افضل من دورة اتلانتا حين جمعوا 26 ميدالية نصفها من المعدن الاصفر في مقابل 5 ذهبيات لكل من استراليا وهولندا. واحرزت الهولندية اينغي دي بروين ثلاث ذهبيات في سباقات 50 م حرة و100 م حرة و100 م فراشة محققة ثلاثة ارقام قياسية أيضاً. وحذا حذوها مواطنها العملاق بيتر فان دن هوغنباند، الذي توج بطلاً لسباقي 100 م حرة و200 م حرة، فكرس نفسه الملك الجديد لسباقات السرعة واضعاً حداً لسيطرة الروسي الكسندر بوبوف الحائز ذهبية السباق الاول في الدورتين السابقتين، وهو اعتبر اول سباح في التاريخ ينزل تحت حاجز ال48 ثانية في سباق 100 م حرة، كما اضاف برونزيتين في البدل ايضاً. ونال الاسترالي ايان ثورب ثلاث ذهبيات ايضاً وفضية واحدة وكان احد ثلاثة افضل سباحين في الدورة. انجازات وتميز البريطاني ستيف ريدغرايف 38 عاماً باحرازه ذهبيته الخامسة على التوالي في الالعاب الاولمبية في التجذيف، وحطم بالتالي الرقم القياسي في عدد الالقاب المتتالية الذي كان في حوزة الاميركيين كارل لويس وآل اورتر والدنماركي بول الفستروم برصيد اربع ذهبيات. ونقش الكوبي فيليكس سافون 33 عاماً اسمه باحرف من ذهب في السجلات الاولمبية ايضاً عندما بات ثالث ملاكم في تاريخ الالعاب الاولمبية يحرز اللقب ثلاث مرات متتالية في وزن فوق 91 كلغ. وكان بامكان سافون ان ينفرد بالرقم القياسي لو لم تقاطع بلاده دورة العاب سول 1988 احتجاجاً على عدم دعوة كوريا الشمالية، كونه كان في قمة عطائه. الخاسرون وضمت لائحة الخاسرين البارزين الرباع التركي نعيم سليمان اوغلو 33 عاماً الذي فشل في احراز لقبه الرابع على التوالي، والمصارع الروسي الشهير الكسندر كارلين، الذي تعرض لاول خسارة له منذ 1987 على يدي الالماني رولون غاردنر، والسباح الروسي الكسندر بوبوف الذي فشل في تحقيق الثلاثية في سباقي 50 م و100 م حرة. وخرج الجزائري نورالدين مرسلي من الدور نصف النهائي من سباق 1500 م، في حين اكتفى المغربي هشام الكروج بفضية السباق ذاته على رغم انه كان المرشح الابرز للفوز، بدوره اصيب الدنماركي الكيني الاصل ويلسون كيبكيتير في سباق بخيبة امل بخسارة لقب سباق 800 م، وسقط التشيخي توماس دفوراك، حامل الرقم القياسي في المسابقة العشارية، واحتل المركز الخامس. كما خرج الكندي دونوفان بايلي من الدور نصف النهائي لسباق 100 م الذي حمل لقبه، وانسحبت الفرنسية ماري جوزيه بيريك قبل انطلاق سباق 400 م بيومين زاعمة ان حياتها في خطر وهي التي احرزت ثنائية نادرة في دورة اتلانتا بفوزها بسباقي 200 م و400 م. ويمكن اضافة الروسي سيرغي بوبكا والفرنسي جان غالفيون في مسابقة القفز بالزانة. اما الخاسر الاكبر في الالعاب الجماعية فكان منتخب البرازيل لكرة القدم الذي فشل مرة جديدة في احراز اللقب الوحيد الذي تفتقده خزائنه بخروجه من الدور ربع النهائي.