بدت ردود الفعل الشعبية المصرية تجاه الأحداث في القدس أكثر حدة في صفوف المعارضة وأوساط الإسلاميين منها في الصحف القومية التي اكتفت أمس بنشر تفاصيل الأحداث في الأراضي المحتلة من دون التعليق عليها. ودان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحة المسجد الأقصى واطلاق النار على المصلين، بعدما دعا المسلمين الى "التسلح بالقوة لمواجهة إسرائيل". ووصف السلوك الإسرائيلي بأنه "جريمة بشعة ومنكر لا تقره شريعة ويتنافى مع العقل والمنطق". ونقلت صحيفة "الوفد" عن طنطاوي قوله "إن الزيارة المستهجنة التي قام بها ارييل شارون للحرم الشريف عمل اخرق وتطرف واستفراز ولون من البغي والعدوان"، مشيراً إلى أن تصرف شارون "يجب أن يقابل بالردع والتأديب بكل ما يجعل هؤلاء البغاة الإسرائيليين يرتدون على اعقابهم خاسرين". وأضاف "أن القوة وحدها هي التي يجب أن نتسلح بها لمجابهة إسرائيل". وعلى الدرب ذاته سارت جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة التي اصدرت بيانا طالب الحكام والشعوب العربية "التحرك لإنقاذ القدس"، وقالت: "لم يعد ثمة مجال على الإطلاق لبيانات التنديد والإدانة، ويجب على السلطة الفلسطينية أن توقف كل المفاوضات مع العدو الصهيوني وأن تطلق المجاهدين من سجونها وأن تفسح للشعب الفلسطيني المجال لممارسة خياره الحقيقي بالجهاد والاستشهاد ... حتى يشعر العدو ومن وراءه أن الشعوب حية وترفض الظلم وتتمسك بالمقدسات وتفتديها بالنفس والنفيس". وشهدت الجامعات المصرية تظاهرات طالبية رفع فيها الطلاب شعارات اسلامية ورددوا هتافات تطالب بالجهاد لإنقاذ المسجد الأقصى. ولم تقع صدامات بين قوات الأمن التي احاطت جامعات القاهرة وعين شمس والاسكندرية والطلاب الذين لم يحاولوا الخروج إلى الشوارع. واتسقت موافق احزاب وصحف العارضة مع الموقف الشعبي حيث طالب الحزب الناصري بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل، وحيا "انتفاضة الشعب الفلسطيني في القدس والخليل وبيت لحم"، في حين ناشد حزب الوفد الرئيس حسني مبارك اتخاذ قرار بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة. وطالب اتحاد الصحافين العرب الحكومة "اتخاذ موقف عملي موحد يتضمن اجراءات حاسمة ضد الصلف الإسرائيلي"، مشدداً على "وقف اشكال التطبيع".