أعلنت واشنطن ان التحقيقات في انفجار المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن تحقق تقدماً، وان جثث ستة من البحارة الذين قتلوا في الانفجار أخيراً ستعاد الى الولاياتالمتحدة. عدن، القاهرة، الدوحة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قال ناطق باسم البحرية الأميركية في عدن أمس "ان جثث البحارة الستة التي انتشلت الثلثاء وأي جثة تنتشل لاحقاً ستعاد الى الولاياتالمتحدة عبر المانيا". وأوضح ان القوات الأميركية واليمنية ستشترك في تنظيم وداع للضحايا في المطار. يذكر أن العملية التي وقعت الخميس الماضي اسفرت عن سقوط 17 قتيلاً و38 جريحاً. وأعيدت خمس جثث بينها اثنتان لامرأتين تبلغ كل منهما 19 عاماً، السبت الى الولاياتالمتحدة. وكان انفجار زورق مطاطي يحمل شحنة ناسفة على ما يبدو أحدث فجوة يبلغ قطرها ستة أمتار في الجانب الأيسر للمدمرة التي كانت تتزود بالوقود في ميناء عدن. ونقل 31 من البحارة الجرحى ال33 من مستشفى لاندشتول في المانيا حيث كانوا يعالجون، الى مستشفى بورتسموث البحري في فرجينيا شرق الولاياتالمتحدة. وبقي اثنان من ستة بحارة اصاباتهم خطيرة في المستشفى في المانيا. وفي اطار التحقيقات الجارية في الحادث، قال ناطق عسكري أميركي أمس في عدن، ان تحقيقات فريق يمني - أميركي مشترك مستمرة لكشف غموض "الهجوم"، وأن البحث جار عن أدلة. موضحاً أن "ثمة تقدماً" في التحقيقات التي رفض تحديد تفاصيلها. ولا يعرف المسؤولون الأميركيون طبيعة الدليل الذي ينتظر وصوله الى معامل مكتب التحقيقات الفيديرالي في واشنطن، وصرحوا فقط بأنهم يعتزمون اجراء اختبارات على مواد يمكن أن تكون استخدمت في الانفجار. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى ليل الثلثاء - الأربعاء، ان لويس فريه مدير مكتب التحقيقات سيتوجه الى اليمن للاشراف على التحقيقات الأميركية - اليمنية في الحادث. وأن طائرة تحمل أدلة أقلعت من ميناء عدن اليمني في طريقها الى معامل مكتب التحقيقات الفيديرالي في واشنطن حيث سيجري عليها الخبراء فحوصاً مفصلة. وأشار المسؤولون الأميركيون الى أن حجم المتفجرات المستخدمة في الحادث ربما يصل الى 225 كيلوغراماً. وفي الدوحة، عبر مجلس الوزراء القطري عن أسفه للانفجار الذي تعرضت له المدمرة الأميركية، وأكد "موقف دولة قطر الثابت في ادانة أعمال الارهاب أياً كان مصدرها". وفي القاهرة، توقع محامي "الجماعات الإسلامية" في مصر السيد منتصر الزيات هجمات جديدة تستهدف المصالح الأميركية في العالم، واعتبر أن مناخ الاحتقان الذي يسود الشعوب العربية والإسلامية ضد أميركا "مجال مناسب يعيد الحركات الاصولية الراديكالية إلى الساحة من دون أن تلقى عملياتها انتقادات من جانب الشعوب". وقال الزيات ل"الحياة": إن حادث تفجير المدمرة في عدن "دليل على أن الإسلاميين ما زالوا يملكون القوة التي تمكنهم من بث الرعب في قلوب الاميركيين في الزمان والمكان الذي لا يتوقعون أن يأتي منه الخطر". واستبعد أن يعلن اسامة بن لادن مسؤوليته عن الهجوم على المدمرة الاميركية، وقال: "ابن لادن تحوّل إلى بطل قومي لأن الشعوب العربية والإسلامية متعطشة لأي صوت يقول لا لأميركا. وهناك تنظيمات إسلامية عدة تريد استهداف المصالح الاميركية. وسواء كان ابن لادن أو غيره وراء الهجوم على البارجة فإن فتواه التي اطلقها في شباط فبراير العام 1998 عبر البيان التأسيسي ل"الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين"، لقيت استجابة من الاسلاميين.