أجرى مسؤولون في شركة "الخطوط التونسية" محادثات مع وفد من شركة "دلتا ارلاينز" الأميركية للبحث في تطوير التعاون بين الشركتين وتنسيق رحلاتهما لتأمين نقل المسافرين من تونس الى أميركا الشمالية. وزار أخيراً وفد من شركة "دلتا" تونس واجتمع مع رئيس "الخطوط التونسية" عبدالملك العريف واتفقا على أن يزور وفد فني من الشركة الأميركية تونس قريباً للبحث في اقامة تعاون يعتمد على قيام طائرات "الخطوط التونسية" بنقل المسافرين المتجهين الى الولاياتالمتحدة من تونس الى المطارات الأوروبية التي تنزل فيها طائرات "دلتا" كي تنقلهم هذه الأخيرة الى المدن الأميركية. ويعتبر هذا الاتفاق الأول من نوعه بين "الخطوط التونسية" وشركة طيران أميركية ما سيسهل وصول المسافرين من تونس الى الولاياتالمتحدة لا سيما في غياب رحلات مباشرة بين تونس والمدن الأميركية. على صعيد آخر تكثفت الاجتماعات بين رؤساء شركات الطيران المغاربية في الفترة الأخيرة لتنسيق الرحلات وتأمين خدمات جديدة للمسافرين في اطار مجابهة المنافسة المتزايدة التي أعقبت انفتاح الأجواء أمام شركات الطيران العالمية. في هذا السياق وقع رئيس "الخطوط الملكية المغربية" محمد حصار ونظيره التونسي عبدالملك العريف في الرابع من آب اغسطس الماضي اتفاقاً للشراكة تقدم بموجبه كل شركة خدمات على الأرض لطائرات الشركة الثانية لدى نزولها في مطارات البلد الشريك، اضافة الى منح أسعار تفصيلية لمسافري الشركة الثانية على الخطوط البعيدة، وتنسيق رحلات الشركتين على نحو يكرس التكامل بينها. وفي هذا الاطار سيكون متاحاً للمسافرين المغاربة الوصول الى بلدان الشرق الأوسط والخليج على رحلات "التونسية" في الأيام التي لا تسير فيها "الملكية المغربية" رحلات الى تلك البلدان، فيما سيكون في مستطاع التونسيين استخدام رحلات "المغربية" للسفر الى المدن الأميركية الشمالية والجنوبية. الى الاتفاق مع المغاربة توصل التونسيون الى اتفاق مماثل مع الليبيين بعدما قام رئيس مجلس ادارة "الخطوط الليبية" بزيارة الى تونس أجرى خلالها جلستي عمل مع نظيره العريف. ووضع العريف ومدير عام الطيران المدني في ليبيا محمد بوزيان خطة عمل لتطوير التعاون بين الشركتين في مجالات مختلفة في اطار السعي الى تسهيل تبادل الاشخاص وتنشيط المبادلات التجارية الثنائية التي قررت الحكومتان رفع حجمها الى بليون دولار قبل نهاية السنة الجارية. وكانت طائرة للخطوط الليبية من طراز "ارباص أ 320" دشنت مطلع حزيران يونيو الماضي استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين مطار تونس وطرابلس بواقع رحلتين للخطوط التونسية ورحلتين للخطوط الليبية في الأسبوع. وكان ذلك الخط هو الأول الذي استؤنف تشغيله بين ليبيا وعاصمة مغاربية بعد ثمانية أعوام من توقف الرحلات، بسبب العقوبات الدولية التي قررها مجلس الأمن في حق ليبيا. على صعيد آخر قدّرت مصادر في "الخطوط التونسية" أن تكون طائرات الشركة نقلت نحو 120 ألف من العاملين التونسيين في الخارج الى بلدهم خلال فترة الاجازات الصيفية التي تمتد من 25 حزيران يونيو الى 7 أيلول سبتمبر. وتشمل التوقعات رحلات الذهاب والعودة التي تتم على طائرات "التونسية" من دون اللجوء الى استئجار طائرات اضافية من شركات أخرى لتلبية الطلب المتزايد خلال فترة الاجازات، مثلما كانت الحال في المواسم الصيفية الماضية. وأوضحت المصادر ل"الحياة" ان "التونسية" لم تستأجر السنة الجارية سوى طائرة واحدة من طراز "بوينغ 747" سعتها 476 مقعداً لشهر واحد هو آب اغسطس، فيما جندت 31 طائرة من أسطولها لتلبية طلبات العاملين في الخارج العائدين الى بلدهم، وأقرت حسومات على أسعار البطاقات وصلت نسبتها الى 45 في المئة. وتركزت رحلات العودة على أربعة بلدان أوروبية هي فرنسا والمانيا وبلجيكا وسويسرا اضافة الى سلطنة عمان بالنظر الى وجود أعداد كبيرة من المدرسين التونسيين العاملين في السلطنة. من جهة أخرى قرر مجلس ادارة "الخطوط التونسية" زيادة رأس مال الشركة من 64 مليون دينار 50 مليون دولار الى أكثر من 70 مليون دينار 56 مليون دولار من خلال اصدار 1282600 سهم جديد. وذكر رئيس مجلس ادارة الشركة عبدالملك العريف أن الأسهم الجديدة ستوزع على المساهمين القدامى في رأس مال الشركة بواقع سهم مجاني لكل عشرة أسهم قديمة.