تلعب "الخطوط التونسية" دوراً اساسياً في تنشيط القطاع السياحي فهي تستأثر بأكثر من 50 في المئة من الرحلات الجوية التي تنطلق من المطارات التونسية او نحوها بعدما كانت حصتها لا تتجاوز 42 في المئة عام 1996 و45 في المئة عام 1997. وساعد نقل السياح من المطارات الأوروبية والعربية على تحقيق نمو سريع لأسطول الشركة التي احتفلت منذ اسابيع بمرور نصف قرن على تأسيسها. وقال رئيس مجلس الادارة السيد عبدالملك العريف لپ"الحياة" ان "الخطوط التونسية" حققت نمواً نسبته ستة في المئة خلال السنوات العشر الاخيرة وبلغ التطور ذروته عام 1997 اذ ارتفعت نسبة النمو الى 20 في المئة. وقدّر العريف، الذي شغل منصب وزير اعلام ومدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، حجم اسطول الشركة بپ27 طائرة حالياً. وأفاد انه سيخضع لخطة تحديث شاملة بعد شراء سبع طائرات من طراز "أيرباص" حصلت الشركة على ثلاث منها نهاية العام الماضي وهي من فئة "اير باص أ 319" على ان تحصل على الأربع الاخرى وهي من فئة "أير باص أ 320" في غضون العامين المقبلين. وتعتبر "التونسية" اول شركة طيران عربية وافريقية تقتني طائرات "أير باص أ 319" المتطورة في اطار خطة واسعة لتحديث اسطولها. وتقتضي الخطة وضع 12 طائرة من طراز "بوينغ" خارج الخدمة بعدما مضى على شرائها 20 عاماً وباتت غير متطابقة مع المواصفات التي تلتزمها شركات النقل الجوي في المطارات الأوروبية. وبموجب صفقة توصلت اليها الشركة مع مجموعة "بوينغ" ستعزز "التونسية" اسطولها كذلك بثماني طائرات حديثة من طراز "بوينغ" في السنوات الثلاث المقبلة ما سيجعل متوسط سن طائرات الشركة يتراجع الى خمسة اعوام فقط بالاضافة الى تعزيز الاسطول بپ15طائرة جديدة. وهكذا سيكون الاسطول مؤلفاً بالكامل من طائرات الجيل الثالث في سنة 2001. وأفادت احصاءات اعدتها الشركة ان حجم معاملات "الخطوط التونسية" ارتفع الى 609 ملايين دينار نحو 550 مليون دولار العام الماضي اي بزيادة نسبتها 18 في المئة قياساً على النتائج التي حققتها الشركة العام الأسبق. وتنوي الناقلة التركيز في المستقبل على نقل المسافرين والتخلي عن النشاطات الفرعية مثل نقل السلع والصيانة التي ستكلف شركات محلية متخصصة انجازها بواسطة عقود. كذلك تنوي تعزيز علاقات التعاون مع شركات طيران كبيرة لمساعدتها على الاندماج في السوق الدولية ومجابهة استحقاقات التحديث. وهي وسعت اخيراً دائرة رحلاتها بعدما فتحت خطين جديدين الى كل من موسكو وبيروت على ان تفتح خطين جديدين السنة الجارية. وأظهرت احصاءات اخرى اعدتها "التونسة" وحصلت "الحياة" على نسخة منها ان الألمان استأثروا بالمركز الأول بين زبائن الشركة اذ نقلت 300 الف مسافر الماني العام الماضي فيما ارتفع عدد المطارات التي تسير الناقلة رحلات اليها من 20 الى 22 مطاراً. وأشارت الى ان عدد السياح الألمان الذين زاروا تونس العام الماضي ارتفع الى 858 الف سائح فيما لم يتجاوز العام الاسبق 806 آلاف سائح اي بزيادة نسبتها 26 في المئة. وزار اخيراً مندوبون عن 130 شركة سفريات المانية واحة توزر في جنوبتونس في اطار الاعداد لارسال مزيد من الوفود السياحية الى تونس الموسم المقبل ما يؤشر على احتمال زيادة اقبال السياح الألمان على استخدام طائرات "التونسية" في العام الجاري. ونقلت "التونسية" اكثر من 3.4 مليون مسافر العام الماضي اي بزيادة نسبتها 20 في المئة قياساً على العام 1997، ويتوقع ان تنقل 3.5 مليون مسافر خلال السنة الجارية. وارتفعت ايراداتها من الرحلات العادية ورحلات الطيران العارض تشارتر الى اكثر من 160 مليون دينار نحو 150 مليون دولار العام الماضي. الى ذلك باشرت الشركة اخيراً ربط 200 وكالة سفر في مناطق تونس المختلفة بنظام الحجز الالكتروني وهي تنوي اعتماد نظام جديد لقطع التذاكر وتسجيل المسافرين والامتعة مطلع السنة الجارية. 80 شركة من جهة اخرى ارتفع عدد الشركات التي تسير رحلات الى مطارات تونس الستة قرطاجوالمنستير وصفاقس وجربة وطبرقة وتوزر من 55 الى 85 شركة. كذلك خصصت تونس استثمارات بقيمة 550 مليون دولار لتنفيذ المشاريع الرامية لتحديث قطاع النقل الجوي، وهي تسعى الى ان يرتفع مستوى المطارات والخدمات ونوعية الاسطول الى مرحلة المنافسة مع الشركات الاجنبية في ظل فتح الاجواء وتحرير قطاع النقل الجوي. وفي هذا السياق افتتح اخيراً مطار جديد في مدينة قفصةجنوب لتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في المنطقة وهو جاء ليعزز المطارات الاخرى التي يشكل نقل السياح احد انشطتها الرئيسية خصوصاً مطار المنستير الذي يستقبل اساساً رحلات الطيران العارض تشارتر.