وصف زعيم الجماعة الإسلامية في باكستان قاضي حسين أحمد الحزبين الرئيسيين في بلاده: حزب الشعب بزعامة بينظير بوتو وحزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف، بأنهما نتاج سيىء للمؤسسة العسكرية الباكستانية، ملمحاً الى ان العسكر يسعون الى انشاء تيار سياسي جديد. وتحدث عن فساد داخل الجيش اتاح لجنرالات تكديس ثروات. وقال في حديث الى "الحياة" في إسلام آباد ان "المؤسسة العسكرية رعت حزب الشعب منذ كان مؤسسه ذو الفقار علي بوتو والد بينظير وزيراً للخارجية في عهد الحاكم العسكري أيوب خان، كما رعى الحاكم العسكري ضياء الحق الرابطة التي اسسها نواز شريف". واضاف حسين أحمد: "قلنا للعسكر إن المحصولين السيئين اللذين زرعتموهما، كانا وبالاً على باكستان، والآن تقومون بزراعة بذرة أخرى"، في اشارة الى نواة حركة سياسية لم يوضح طبيعتها. وشدد على أن رغبة الشعب الباكستاني الآن هي أن تعيد المؤسسة العسكرية الحكم إلى المدنيين، على أساس أن غرض العسكر هو الدفاع عن الوطن وليس الحكم. وحذر من أن "الجيش سيفقد شعبيته تدريجاً اذا أصر على مواصلة الحكم بهذه الطريقة". واتهم القاضي حسين أحمد بعض الجنرالات بتكديس ثروات عبر الفساد المالي وتقاضي العمولات على حساب النظم والقوانين المعمول بها، مؤكداً أن "ثمة فريقاً في الجيش يعي أهمية الإصلاحات حتى داخل المؤسسة العسكرية، لتفادي الفساد والمحسوبية والرشاوى في هذه المؤسسة العريقة التي حفظت البلاد، وهي رمز وحدته الوطنية في الأزمات". واستبعد زعيم "الجماعة" أن تفي الحكومة العسكرية بوعدها اجراء انتخابات محلية في كانون الاول ديسمبر المقبل، واضاف ان "الحكومة ليست واثقة من خطواتها، فهي قررت أن تجري هذه الانتخابات في مناطق نائية، وذلك تفادياً للإحراج في حال خرجت النتيجة متعارضة مع حساباتها ورغباتها، وفي حال كانت النتيجة متعارضة مع هذه الرغبات فبإمكانها الغاء الانتخابات". ووصف القاضي حسين أحمد العلاقات مع الهند بأنها تمر في "مرحلة سيئة من التدهور، خصوصاً بعد رفض الهند اعتبار كشمير منطقة متنازعاً عليها، لكن نيودلهي ستدرك بعد فوات الأوان أن ليس في مقدورها أن تتحكم بكشمير لفترة طويلة، فالوضع سيخرج من أيديها". وبشأن الدراسة الأميركية التي تتوقع اختفاء باكستان من الخريطة بعد ضرب واشنطن المنشآت النووية الباكستانية، اجاب: "سألت الكثير من الخبراء والمثقفين الأميركيين عن هذه الدراسة وكان جوابهم أن الدراسة لا تعكس رغباتهم ولا أمنياتهم، بل هي محاولة لتقديم السيناريوهات المتوقعة كافة للمنطقة خلال ربع القرن المقبل، والآن المسألة مرتبطة بالشعب الباكستاني وخصوصاً قادته وأحزابه للبرهنة على القدرة على إحباط مخططات الأعداء".