وجه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، مساء الأربعاء، انتقادات شديدة اللهجة ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واتهمه ب"التستر على نتائج قمة كامب ديفيد التي انتهت، بتوافق كامل على القضايا المطروحة". ولاحظ الرئيس الجزائري في حوار مع إذاعة الصين الجديدة، بثه التلفزيون الرسمي ليلة الخميس، أن عرفات يحاول "تبرير موقفه والبحث عن مكان لإتفاقاته وسط القيادات والشعب الفلسطيني". وللمرة الثانية ينتقد بوتفليقة الرئيس الفلسطيني، وكانت المرة الأولى خلال لقاء مع قناة "المستقبل" اللبنانية قبل أسبوع. وأعلن الرئيس الجزائري تأييد حكومته لكل مبادرة تصدر عن القيادة المصرية، وقال: "إننا نبارك كل ما هو مبارك ونرفض كل ما هو غير مبارك"، مشيراً إلى أهمية اتخاذ قرارات "بعيداً عن الشعبوية أو زيادة تشتيت الصف العربي". وكان بوتفليقة تبادل وجهات النظر مع الرئيس المصري، الاثنين الماضي، وناقش معه القمة المقررة في القاهرة، لكن المصادر الرسمية لم تكشف مضمون المحادثات. في السياق ذاته قال مصدر ديبلوماسي جزائري ل"الحياة" إن بوتفليقة رفض استقبال عرفات، الجمعة الماضي، لدى عودته من تونس حيث كان مقرراً أن يعرض له نتائج قمة باريس وشرم الشيخ. في سياق هذه التطورات منعت قوات الأمن الجزائرية، صباح أمس، مسيرة سلمية دعت إليها ثلاثة أطراف سياسية للتعبير عن تضامن الشعب الجزائري مع إنتفاضة الشعب الفلسطيني. وكان مقرراً أن تنطلق المسيرة من "ساحة الوئام المدني" بإتجاه ساحة الشهداء، غير أن قوات مكافحة الشغب التي إنتشرت بقوة منعت قيادات حركة الإصلاح الوطني، الوفاء والعدل وحزب العمال من التحرك، وتعرض الشيخ عبدالله جاب الله للضرب قبل أن يسقط أرضاً ويضطر إلى مغادرة مكان التجمع. وفي كلمة قصيرة أمام ممثلي بعض الصحف ووسائل الإعلام وبحضور قيادات في الأمن عبر الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي عن أسفه لمواقف الحكومة من القضية الفلسطينية ولاحظ المسؤول السابق عن الديبلوماسية الجزائرية أنه لم يكن يتمنى يوماً يرى فيه قوات الأمن تمنع مسيرة سلمية احتجاجاً على الاعتداءات على الشعب الفلسطيني. أما زعيمة حزب العمال السيد لويزة حنون فشددت على أهمية المبادرة التي منعتها وزارة الداخلية وكان يمكن أن "تعيد ماء الوجه إلى الديبلوماسية الجزائرية بسبب تخاذلها في التعامل مع القضية الفلسطينية".