اتفق رؤساء ست من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق على تشكيل قوات أمن مشتركة وتعهدوا "القيام بجهود جماعية لردع أي عدوان يقع على واحدة من هذه البلدان. وأشاروا في صورة خاصة الى خطورة الأحداث في أفغانستان على الوضع في آسيا الوسطى. عقد رؤساء الدول المنتمية الى معاهدة الأمن المشترك وهي روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وقرغيزستان وكازاخستان وطاجيكستان اجتماعاً في العاصمة القرغيزية بيشكيك أمس، وقعوا خلاله سلسلة وثائق تقضي بتشكيل قوات أمن والاتفاق على ترتيبات نقلها عبر الدول المعنية عند الضرورة. وأصدر الرؤساء بياناً أعربوا فيه عن القلق من تزايد "الإرهاب الدولي والتطرف السياسي والديني" في آسيا الوسطى واعتبروه خطراً على المنطقة. وشددوا على أن أفغانستان "صارت مركزاً عالمياً للإرهاب الدولي" وأكد الرؤساء الستة على أن "أي محاولة لانتهاك وحدة أراضي دول آسيا الوسطى، سيجري صدها بحزم وبجهود مشتركة". كما تعهد الرؤساء تقديم مساعدات لأي دولة تواجه في الداخل "متطرفين وإرهابيين". وإضافة الى الشيشان، فإن الفقرة الأخيرة يمكن أن تنطبق على قرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان حيث يشهد المثلث الحدودي بين هذه الدول تحركاً لمجموعات إسلامية مسلحة. ويذكر أن أوزبكستان تخلفت عن المشاركة في اجتماع امس بعدما كانت انسحبت من معاهدة الأمن المشترك أسوة بأذربيجان وجورجيا اللتين انسحبتا قبلها. إلا أن الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف كان أكد استعداده للتعاون مع روسيا لمواجهة "التطرف الديني". وبموجب الاتفاقات الموقعة امس فإن الدول الأعضاء ترسل، الى أي طرف مشارك وبموافقته، قوات "لصد عدوان عسكري" أو لإجراء عمليات مشتركة ضد "الإرهاب" الداخلي. وتترك هذه الفقرة هامشاً واسعاً للتأويل وقد تعني صياغة جديدة، في إطار الكومنولث، لما عرف في الستينات ب"مذهب بريجنيف" والذي كان يقضي بأن لدول حلف وارسو "حقاً" في إدخال قواتها الى أي دولة عضو يتعرض الوضع الداخلي فيها للخطر. وبموجب هذا التوجه، أدخلت القوات السوفياتية الى براغ عام 1968. واكتسبت الوثائق التي وقعت امس اهمية خاصة في ضوء وصول "طالبان" الى حدود طاجيكستان وأعلن سكرتير مجلس الأمن القومي في روسيا سيرغي ايفانوف أن بلاده لا تنوي ضرب افغانستان، لكنه تحدث عن "إجراءات ضغط احترازية على المحاور الديبلوماسية السياسية". وأضاف: "أن ما اتفق عليه قادة الدول المنتمية الى معاهدة الأمن المشترك سوف يطبق في حال "اختراق" تقوم به "طالبان" في اتجاه طاجيكستان". وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسرة الدولية الى الانتباه ل"خطر كارثة إنسانية" تنجم عن تدفق آلاف اللاجئين من شمال افغانستان الى طاجيكستان. وشدد رئيس الدولة المضيفة عسكر اكايف على أهمية الاتفاقات الموقعة وقال إن لروسيا "دوراً خاصاً في ضمان الأمن والاستقرار" في آسيا الوسطى.