قررت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت رفع الحظر الأمني عن سفير الولاياتالمتحدة في اسرائيل مارتن انديك، للاسباب نفسها التي دفعتها الى تجميد الترخيص الأمني الممنوح له، اذ اعادت تثبيته كسفير في تل ابيب على رغم ان التحقيق في الخروقات الأمنية التي ارتكبها لم ينته بعد. ووجدت اولبرايت ان أعمال العنف التي اندلعت في المناطق الفلسطينية بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي، حتمت اعادة انديك ك"مصلحة قومية" اميركية، لاستئناف عمله والالتحاق بالسفارة في تل ابيب. وكانت اولبرايت اتخذت القرار بتجميد عمل انديك، بناء على اقتراح من مكتب الأمن الديبلوماسي في وزارة الخارجية، نتيجة إمعان انديك في خرق التدابير الأمنية التي تتعلق بالتعاطي مع الوثائق الاميركية، ما شكل "خرقاً للأمن القومي الاميركي". واكدت مصادر اميركية ان التحقيق في الاتهامات التي وجهت الى انديك لم ينته بعد، ومع ذلك ارتأت اولبرايت اعادته الى عمله بسبب الأوضاع المتردية في المنطقة والتي جعلت من الصعب العمل من دون سفير للولايات المتحدة في اسرائيل. وذكرت المصادر نفسها ان انديك الذي لا يزال موجوداً في اسرائيل منذ عشرة ايام لم يتوقف عن اعطاء تقارير للادارة الاميركية، ولكن من خارج الروتين السري المتعارف عليه. وكانت مصادر اخرى قالت ل"الحياة" ان انديك عاد الى اسرائيل قبل اسبوعين للالتحاق بعائلته، وقد رافقه عدد من المحققين من مكتب الأمن الديبلوماسي ومكتب التحقيق الفيديرالي لإجراء بعض المقابلات والتحقيقات في القضية. وذكرت المصادر ان كلينتون لاقى صعوبة يوم الاثنين بإقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بتأجيل موعد المهلة المعطاة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوقف أعمال العنف، ما أبرز اهمية وجود انديك الذي تربطه بباراك علاقة وثيقة. واضافت المصادر ان عودة انديك رسمياً الى عمله قد يكون هدفها الإعداد لزيارة محتملة لكلينتون الى المنطقة أو لإمكان عقد قمة سلام بين باراك وعرفات يرأسها كلينتون.