يفتتح الرئيس الاميركي بيل كلينتون ظهر اليوم الاثنين، حسب التوقيت الاميركي، الجلسة الثانية من محادثات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع في احتفال رسمي يقام في مركز "السمك والحياة البرية" على بعد سبعة أميال من فندق "كلاريون" حيث سيستأنف باراك والشرع محادثاتهما. وقد اختير هذا الموقع لقربه من المنتجع الرئاسي كامب ديفيد، حيث سيمضي كلينتون بعض الوقت هناك ليكون قريباً من المفاوضات التي تعلق عليها ادارته اهمية كبيرة خصوصاً بعدما نسب الىه معاونوه انه يعتقد بإمكان التوصل الى اتفاق شامل بين سورية واسرائيل خلال 90 يوماً. وامتنعت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت عن التعليق مباشرة على ما نسب الى رئيسها وقالت في مقابلة مع شبكة "ان بي سي": "علينا ان ننتظر ما سيحدث لدى بدء المفاوضات" التي يتوقع ان تستمر اكثر من اسبوع وان تطرح خلالها كل القضايا الجوهرية، خصوصاً الانسحابات وطبيعة السلام والترتيبات الامنية والتوقيت الزمني اضافة الى قضايا اخرى مهمة كالمياه مثلاً. وبدوره رحّب مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي صموئيل بيرغر، باستئناف المفاوضات ووصفها بأنها "حدث تاريخي". واكد في مقابلة مع "اي. بي. سي" امس ان بلاده ستبحث مع الجانبين في ما يحتاجان اليه نتيجة تحقيق السلام. وذكّر بأنها ساعدت الأطراف بعد اتفاقات كامب ديفيد وواي ريفر وغيرها. لكنه قال ان من السابق لأوانه الحديث في المساعدات، وأن الادارة ستجري مشاورات مع الكونغرس عندما يحين الوقت "لتحديد المبلغ". وأضاف "اننا بالتأكيد مستعدون للمساعدة بطريقة ملائمة...". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان حفلة الافتتاح لن تكون كبيرة، وقد تقتصر على خطاب قصير لكلينتون ولقاء مغلق مع باراك والشرع، ليتوجه بعد ذلك المسؤولان الى مركز المؤتمرات في فندق "كلاريون" حيث ستجرى المحادثات في حضور وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت ومنسق عملية السلام دنيس روس ومساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك. وأوضحت المصادر ان جلسات المحادثات ستكون "مفتوحة وربما تستمر بين عشرة أيام واسبوعين، وان ذلك يتوقف على مدى التقدم في محادثات باراك والشرع، وان التقدم يعني عقد اجتماعات بين الخبراء الأمنيين والسياسيين والقانونيين وخبراء المياه لمناقشة المسائل التفصيلية بعد اتفاق باراك والشرع على مبادئها". وكان الجانبان اتفقا عبر الادارة الاميركية على تشكيل أربع لجان هي: لجنة الترتيبات الأمنية، لجنة المياه، لجنة الانسحاب، لجنة العلاقات الطبيعية. وكانت الخارجية السورية استدعت عدداً من الخبراء والمسؤولين والضباط العاملين والمتقاعدين للانضمام الى الوفد التفاوضي. ويضم الوفد المرافق لوزير الخارجية السوري كلاً من معاون الوزير السيد مجيد أبو صالح، ونائب رئيس المخابرات العسكرية اللواء حسن خليل، ورئيس الأركان الأسبق يوسف شكور، واللواء المتقاعد ابراهيم عمر، والجنرال أحمد ابراهيم، والضابط رسلان شعبلاوي. ومن الجانب السياسي والديبلوماسي يضم الوفد السفير السوري السابق في واشنطن وليد المعلم ومندوب سورية الى نيويورك الدكتور ميخائيل وهبة، والقائم بأعمال السفارة السورية في اوتاوا كندا أحمد عرنوس والسفير السابق رفيق جويجاتي. وفي المجال القانوني هناك الدكتور رياض داوودي وبدر الكسم الذي استدعي علي عجل. ويضم الوفد ايضاً الرئيس السابق لإدارة المياه الدولية في وزارة الري ماجد داوود. كما انضم الى الوفد رئيس ادارة المراسم في الخارجية الدكتور توفيق سلوم ليساهم مع مدير مكتب الوزير السيد سمير القصير في الترتيبات البروتوكولية. وتقوم الدكتورة بثينة شعبان والديبلوماسي سليمان سره بالترجمة للوفد، اضافة الى ثلاثة تقنيين. وكان لافتاً تغيير القائم بأعمال السفارة السورية في واشنطن السيد بديع خطاب، بالقائم بالأعمال في جنوب افريقيا السيد رستم زعبي. ويشارك في المحادثات السفير الاميركي في دمشق رايان كروكر. وضم باراك أ ف ب الى وفده رئيس الاركان السابق وزير السياحة الحالي امنون شاحاك. وصرح باراك قبيل مغادرته اسرائيل الى المفاوضات بأن "السلام مع سورية ثمنه مؤلم جداً وقاس جداً لكنه ضروري". وقال: "لن نوقع سلاماً إلا إذا كان يعني تطبيعاً كاملاً مع سورية ولبنان وليس مجرد اتفاق عدم اعتداء". واضاف: "لن نوقع الا اتفاقاً يؤدي الى سلام الشجعان مع جيراننا ويجلب النمو والازدهار لاسرائيل". وكرر خبراء اسرائيليون امس ان باراك سيطلب 20 بليون دولار لتغطية الانسحاب من الجولان. راجع ص3 وابدت اولبرايت في ارتياحها الشديد لمسار الاحداث، وقالت ان اتفاق سلام بين سورية واسرائيل سيضع "حجر زاوية" آخر في عملية السلام بينما "نمضي في معالجة الموضوع الفلسطيني الذي هو في لبّ" القضية. وتوقعت ان تكون المفاوضات المقبلة التي ستشارك فيها كلياً "صعبة"، لكنها اوضحت ان الجميع يأمل خصوصاً الرئيس كلينتون في تحقيق تقدم. ورفضت تحديد موعد زمني لانتهاء المفاوضات. واعتبرت اولبرايت ان قضية "حقوق المياه" ستكون جزءاً مهماً من المفاوضات على القضايا المطروحة، مشيرة الى ان الجانبين السوري والاسرائيلي جلبا خبراء في كل القضايا وكررت ان على الزعماء انفسهم اتخاذ القرارات الصعبة وان الدور الاميركي سيكون "مسهّلاً" وان الرئيس كلينتون سيحضر الى شيبردز تاون بمقدار ما هو ضروري "وسيكون معنياً جداً" بالمفاوضات "ونأمل في ان نتمكن من اغتنام هذه الفرصة التاريخية". وذكرت مصادر الادارة ان الجانب الأميركي سيعمل لكي تتركز المفاوضات على القضايا الجوهرية، مع ترك "التعليب" الى مرحلة مقبلة. واستبعدت التوصل الى اتفاق على اعلان مبادئ بين الجانبين خصوصاً ان الجانب السوري يصرّ على التوصل الى "صفقة متكاملة".