علمت «الحياة» أن أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وجّه جهات حكومية عدة، منها الزراعة، والصحة، والأمانة بمراقبة المواشي، والتأكد من خلوها من مرض حمى الوادي المتصدع، إضافة إلى التنسيق في ما بينهم، ونقل المعلومات أثناء اكتشاف حالات مصابة أو مشتبه بها، وتكثيف جهود عمليات الرش والمكافحة. وأكد مدير الثروة الحيوانية في إدارة الزراعة بجازان الدكتور الفضل زكري ل «الحياة»، أنه لا توجد اصابات في المنطقة بحمى الوادي المتصدع، لافتاً إلى أن المرض الذي ظهر أخيراً هو حالات حمى الضنك التي تنتشر في المنطقة الساحلية امتداداً من محافظة جدة ومروراً بجازان وحتى دولة اليمن. من جانبه، نفى مدير ادارة الزراعة في المنطقة الدكتور عيسى السلطان ظهور حالات لمرض حمى الوادي المتصدع من عام 1421 إلى اليوم، مشدداً على عدم إثارة الإشاعات بين المواطنين. وأوضحت مصادر مطلعة ل«الحياة»، أن الحالات المصابة ظهرت في المواشي المهربة عبر الحدود السعودية مع دولة اليمن، التي ضبطتها دوريات حرس الحدود، حيث عملت مديرية الزراعة منذ العام الماضي على اتخاذ الإجراءات الاحترازية بعدما تأكدت في بعض الدول عودة مرض حمى الوادي المتصدع في الدول المصابة كل 10 سنوات، مشيرةً إلى أنه منذ ظهور المرض في جازان منذ عشر سنوات جرت الاستعدادات الاحترازية لمكافحته، وتم تكثيفها قبل شهرين لمواجهة موسم الأمطار، وتجمعات مياه السيول في الأودية والمستنقعات. وأضافت: «47 فرقة تقوم برش المبيدات في حظائر الأغنام والمواشي بشكل يومي وعلى فترتين، وطائرة خاصة ترش المسطحات المائية الكبيرة، وأماكن تجمع الصرف الصحي، والأودية، والمياه المجاورة للأشجار، وهناك فرق تقوم بعمليات التحصين والاستقصاء الوبائي، تضم عدداً من الأطباء البيطريين في جميع محافظات وقرى منطقة جازان، إضافة إلى فرق لمسح (المصائد الضوئية)، التي تقوم بمعرفة أماكن تجمعات البعوض وأنواعه، والتأكد من مدى خطورته حتى تتم إبادتها والقضاء عليها. وذكرت أن إدارة الزراعة في المنطقة تعمل على ضبط عدد من المواشي المهربة بشكل يومي، لفحصها مخبرياً، إذ ان المصابة يتم إعدامها، والتخلص منها بطريقة صحية، من خلال التعاون مع البلديات، والسليمة تحصن وتسلم للجمارك، التي تحجرها لشهر، ومن ثم بيعها في المزاد العلني. وكانت «الحياة» نشرت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي عن دراسة سعودية تنبأت بنشاط فيروس «حمى الوادي المتصدع» قريباً في منطقة جازان، على رغم أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة توقفت عن إعطاء رأي نهائي حول احتمالية نشاط المرض، تاركة الباب مفتوحاً لمزيد من الاحتمالات. وبحسب دراسة سعودية نُشرت في تموز (يوليو) الماضي على صفحات مجلة «الوضيحي» التابعة للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وقام بها باحثون من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك سعود ووزارة الدفاع، عن «استخدام تقنية الاستشعار عن بعد في دراسة التغيرات البيئية الطبيعية وانتشار الأمراض المستوطنة (حمى الوادي المتصدع)»، جاءت الاستنتاجات والخطوات العملية بناء على حقيقة «توقع نشاط الفيروس الوشيك»، مشددةً على ضرورة التعرف على المناطق المحتمل تعرضها للوباء من طريق معلومات الأقمار الاصطناعية وبيانات أنماط المناخ والتغير في الغطاء النباتي، وخرائط التضاريس الطبيعية، وتقدير المدة المحتملة لتكاثر الفيروس، وجمع المعلومات الجغرافية.