بغداد، باريس - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - هدد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان بأن بلاده قد تلجأ الى "القتال" كي يُرفع الحظر الدولي عن العراق، في حين اشاد الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة براكاش شاه ب "تعاون" بغداد مع المنظمة الدولية. وأعلن الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايف دوتريو امس ان نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز سيزور باريس يومي 13 و14 ايار مايو الجاري، موضحاً ان الزيارة تندرج في اطار التشاور السنوي بين العراقوفرنسا منذ العام 1995. وذكر دوتريو ان طارق عزيز سيلتقي وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في عشاء عمل في اليوم الأول للزيارة، وفي اليوم التالي سيلتقي المسؤول العراقي الرئيس جاك شيراك ويسلمه رسالة جوابية رداً على تلك التي وجهها شيراك الى الرئيس صدام حسين، ونقلها الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية برتران دوفورك في 5 اذار مارس الماضي. وسيلتقي طارق عزيز أيضاً رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان. وتابع الناطق ان الزيارة ستكون مناسبة لتبادل وجهات النظر حول التعاون بين العراقوالاممالمتحدة وبرنامج "النفط للغذاء" اضافة الى العلاقات الفرنسية - العراقية. وأشار الى ان فرنسا ستذكّر طارق عزيز بموقفها ومفاده ان احترام القرارات الدولية والتعاون مع اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة نزع الأسلحة المحظورة اونسكوم ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحدهما يتيحان رفع الحظر النفطي عن العراق. الى ذلك، بثت "وكالة الانباء العراقية" ان براكاش شاه التقى ليل الاثنين في بغداد طارق عزيز وطه ياسين رمضان. ونقلت عن الأخير تأكيده ضرورة رفع الحظر الدولي الذي "يشكل ابقاؤه خطراً على العراقيين". ونسبت الوكالة الى ممثل انان اشادته بپ"تعاون" بغداد مع الاممالمتحدة، وقوله ان "العديد من اعضاء مجلس الأمن يؤكدون بأن تقدماً تحقق من خلال هذا التعاون". واضافت الوكالة ان المحادثات مع نائب رئيس الوزراء تناولت "التطورات الأخيرة في العلاقات بين العراقوالاممالمتحدة". في الوقت ذاته هدد نائب الرئيس صدام حسين باستعداد بغداد لپ"القتال" الى ان يُرفع الحظر. وقال طه ياسين رمضان في كلمة اختتم بها ليل الاثنين المؤتمر الخامس للقوى الشعبية العربية الذي استضافته العاصمة العراقية ان لا خيار آخر أمام العراق اذا لم يرد مجلس الأمن في شكل ايجابي على "الرسالة المفتوحة" التي وجهها اليه الجمعة الماضي. وزاد محذراً: "إما أن يقبل العراق الموت ببطء وإما ان يقاتل لرفع الحصار". معروف ان الرسالة العراقية حذرت المجلس من "عواقب وخيمة" لإبقاء الحظر الذي مدده المجلس قبل ايام. ونبه نائب صدام الى ان العراق قدم للجنة الخاصة "كل شيء" وحمل بعنف على فرق التفتيش قائلاً: "هذه المجموعات والجواسيس دخلوا كل مكان، حتى المواقع الرئاسية". مؤتمر القوى الشعبية وأمس نشرت الصحف العراقية البيان الختامي الذي أصدره مؤتمر القوى الشعبية العربية، وحض مجلس الأمن على رفع الحظر النفطي في شكل كامل عن العراق "تمهيداً لرفع كل المسارات الأخرى". واعتبر البيان ان بغداد أوفت كل التزاماتها، محذراً من "محاولات الوصاية والهيمنة الاميركية والبريطانية على المنظمة الدولية وتجاوز صلاحياتها ومسؤولياتها في ما يتعلق بتنفيذ قرارات المجلس"، مشدداً على ان "الحل الجذري لمعاناة شعب العراق يكمن في رفع الحصار نهائياً". وطالب الدول العربية بپ"إنهاء حصارها الرسمي المفروض على العراق ورفع الحظر الجوي واطلاق الأرصدة العراقية المجمدة"، كما طالب دول منظمة المؤتمر الاسلامي بپ"وقف آثار الحظر الدولي انطلاقاً من روابط الاسلام الحنيف". وكان المؤتمر الذي ضم نحو 600 شخصية من منظمات سياسية ونقابية عربية بدأ أعماله السبت الماضي تحت شعار "بوحدة النضال العربي نرفع الحصار عن العراق ونحرر فلسطين". وشدد البيان على "سحب كل القوات الاميركية والبريطانية من منطقة الخليج". ودعا تركيا الى "وقف انتهاكاتها المستمرة لحرمة أراضي العراق وسيادته".