أكد نائب الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان الدكتور علي الحاج ان "جهات خارجية تضغط من أجل ابعاد" الأمين العام للحزب الدكتور حسن الترابي "من الحياة السياسية في البلاد". واستبعد القيادي في الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد اسماعيل الأزهري مشاركة المعارضة في حكومة البشير المقبلة وطالب الحكومة باتخاذ تدابير تهيئ المناخ للحوار والمصالحة. وقال الحاج في مؤتمر صحافي عقده أمس ان "الاقتراح الداعي الى تحويل الترابي الى مرشد ديني للنظام يعني فصل الدين والدولة"، وجاء كلام القيادي في الحزب في ظل مناقشات واسعة مستمرة في شأن معالجة النزاع بين الرئيس عمر البشير والترابي. ورد الحاج بعنف على قول مسؤولين في القصر الجمهوري أنهم لم يبلغوا وزير الخارجية القطري رغبتهم في أن يصبح البشير أميناً عاماً للحزب الحاكم وهي خطوة يعتقد أنها أدت الى انهيار المبادرة القطرية إذ ووجهت برفض شديد من هيئة قيادة المؤتمر الوطني ومجلس الشورى فيه. وقال علي الحاج انه يطلب من القصر "عدم التنصل من مواقفه حتى لا يكشف المستور". وقال ان "جهات خارجية تضغط لابعاد الترابي عن الحياة السياسية في البلاد. والاقتراح بتحويل الترابي الى مرشد ديني للنظام يعني فصل الدين عن الدولة". الى ذلك أعلنت الأمانة العامة لحزب "المؤتمر الوطني" ان الأمين العام سيقوم بنشاط مكثف خلال عطلة عيد الفطر المبارك التي تستمر حتى يوم الاثنين المقبل. ويبدأ الترابي برنامجه بأداء صلاة العيد في مسقط رأسه في قرية ود الترابي في وسط السودان. ويعقد الترابي لقاءات في مقر الحزب في الخرطوم. ووجهت دعوات الى قياديين في الحزب الحاكم للقاء الترابي في مقر الحزب في ثالث أيام العيد. حزب الأمة وعلمت "الحياة" ان اليوم الأول من العيد سيشهد نشاطاً سياسياً مكثفاً إذ وجه حزب الأمة الذي يقوده رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي الدعوة لأنصاره لحضور صلاة العيد في ساحة مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في ود نوباوي. وأعلن الحزب عن قرب عودة عدد من قيادييه البارزين من الخارج للمشاركة في العمل السياسي من الداخل. ونفى مسؤول في حزب الأمة صحة ما تردد عن عودة المهدي وقال ان المهدي سيقوم بجولة تشمل اثيوبيا واريتريا واليمن وبعض دول الخليج عقب عطلة العيد مباشرة. وأعلن الحزب الاتحادي الديموقراطي عن دعوة قيادييه وهيئته البرلمانية السابقة للاجتماع خلال أيام العيد لمناقشة العمل السياسي للحزب في المرحلة المقبلة وتنشيط خطوات توحيد فصائل الحزب المختلفة والدعوة الى مؤتمر تداولي يمهد للمؤتمر العام للحزب. وقال عضو المكتب السياسي ونجل زعيم الحزب السيد محمد اسماعيل الأزهري ان الفترة المقبلة ستشهد نشاطاً يعيد للحزب هيبته ووحدته. وطلب الأزهري من الحكومة اتخاذ مزيد من الخطوات التي تهيئ المناخ للحوار والمصالحة. واستبعد مشاركة الأحزاب المعارضة في حكومة قومية أو موسعة يعتزم البشير تشكيلها بعد العيد. وقال: "نود ان نتفق أولاً على برنامج المرحلة الجديدة والرؤية الوطنية في شأن القضايا الأساسية". وكذلك نفي القيادي البارز في حزب الأمة الدكتور علي حسن تاج الدين مشاركة الحزب في حكومة موسعة حالياً، لكنه قال: "يمكن أن نشارك في حكومة انتقالية تشكل بعد المؤتمر الجامع للإعداد لانتخابات عامة". ووصف تاج الدين ما تحقق من خطوات نحو الوفاق والمصالحة بأنه "لا يتعدى 40 في المئة". وقال: "مطلوب من الحكومة مزيد من الخطوات نحو الحل السياسي الشامل".