أكد قياديان بارزان في حزبي "المؤتمر الوطني" الحاكم و"الأمة" المعارض ان اللقاء الثاني بين زعيمي الحزبين الدكتور حسن الترابي والسيد الصادق المهدي بهدف التوصل الى وفاق وطني ومصالحة سياسية قائم. وقال نائب الأمين العام ل"المؤتمر الوطني" عثمان عبدالقادر عبداللطيف وعضو المكتب السياسي لحزب الأمة الدكتور علي حسن تاج الدين ل"الحياة" في الخرطوم أمس ان لقاء الترابي والمهدي سيتم، لكنهما رفضا تحديد موعد اللقاء ومكانه لأسباب خاصة قد تكون أمنية. ونفى الاثنان صراحة صحة معلومات نقلت عن رئيس الدائرة السياسية في "المؤتمر الوطني" محمد الحسن الأمين في شأن الغاء اللقاء. وقال عبداللطيف ان لقاء الزعيمين الترابي والمهدي "أقر من جانب المهتمين كافة"، وان المكتب القيادي ل"المؤتمر الوطني" الذي يمثل النظام السياسي الحاكم حالياً في البلاد "وافق على اللقاء وأكد ضرورته. ولأسباب موضوعية رأى الطرفان عدم الاعلان عن الموعد والمكان النهائي للقاء لأسباب أمنية، ولضمان نجاح اللقاء بعيداً عن ملاحقة أجهزة الإعلام". وأضاف عبداللطيف الذي كان من المقربين الى المهدي وشغل مناصب وزارية في عهده قبل أن ينضم الى الحكومة الحالية ان "جهات عدة مخلصة تعمل لإتمام لقاء الزعيمين، وفي المقابل تعمل جهات خارجية مغرضة لعرقلته". وأبدى القيادي البارز في حزب الأمة المعارض الدكتور علي حسن تاج الدين استغرابه لتصريحات الأمين وقلل من أهمية هذه التصريحات التي لمحت الى الغاء لقاء المهدي والترابي. وقال تاج الدين وهو عضو سابق في مجلس رأس الدولة السوداني ان "اللقاء سيتم ولكن ربما يحدث تعديل في الموعد المحدد وهو السابع عشر من الشهر الجاري لأسباب موضوعية". وتابع: "اللقاء سيتم لأن هذه رغبة الطرفين والكيانين السياسيين اللذين يمثلانهما، كما أن التهديدات الخارجية التي تحدق بالبلاد تحتم ضرورة تحقيق الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية". وأضاف تاج الدين "ان من يقرأ قرار الكونغرس الأميركي الداعي الى فرض حظر جوي عسكري على جنوب السودان وجبال النوبة قراءة سليمة يحس بالخطر ويعلم ان المجتمع الدولي بدا وكأنه أعطى السودان والسودانيين مهلة فقط قبل تدويل المشكلة السياسية السودانية". وأكد تاج الدين وجود "وسطاء ناشطين في داخل البلاد وخارجها من أجل تفعيل جهود الوفاق والمصالحة وتفعيلها على رغم وجود عناصر ممن يسمون الصقور في هذا الجانب أو ذاك يعملون لإفشال الوفاق والمصالحة". من جهة اخرى، انتقد رئيس التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني تسرع قيادات المعارضة في لقاء الوسيط السوداني الدكتور كامل ادريس خلال زيارته أخيراً الى القاهرة، وشدد على رفض الحوار الثنائي، في اشارة الى محادثات زعيم حزب الأمة رئيس وزراء السودان السابق الصادق المهدي مع رئيس البرلمان الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور حسن الترابي في جنيف في بداية أيار مايو الماضي. وكان الميرغني استضاف في منزله مساء أول من أمس اجتماعات هيئة قيادة المعارضة السودانية، ولوحظ غياب المهدي وتمثيل حزب الأمة بالقياديين مبارك المهدي وعمر نور الدائم. وكان قياديون في المعارضة اجتمعوا مع الوسيط السوداني أثناء زيارة قام بها الى القاهرة أخيراً. وعلمت "الحياة" ان نقاشاً حاداً نشب خلال الاجتماعات، التي استمرت حتى ساعة مبكرة من صباح أمس، بسبب لقاءات قادة المعارضة المنفردة مع الوسيط السوداني في القاهرة أخيراً، واستمرار حزب الأمة في نهج الحوار الثنائي بعد أن أعلن المهدي عزمه لقاء الترابي في جنيف يوم السبت المقبل.