بعد غياب طويل عادت الفنانة شريفة ماهر الى ممارسة نشاطها الفني من خلال تكوين شركة للانتاج، والمشاركة في بعض الاعمال السينمائية والتلفزيونية وكانت شريفة ماهر سافرت الى السويد بعد زواجها الثاني من بطل العالم في الاسكواش عبدالواحد عبدالعزيز وحصلت خلال اقامتها على الجنسية السويدية. وشريفة ماهر من مواليد ضاحية حلوان في القاهرة في العام 1938 وشاركت وهي طفلة لم تتجاوز السابعة في فيلم "سلطانة الصحراء" مع يحيى شاهين وكوكا. وكان الراحل محمد فوزي اكتشفها قبل أن يتجه إلى الانتاج واسند لها محمد عبدالوهاب دور البطولة في فيلم من انتاجه هو "بلد المحبوب" امام سعد عبدالوهاب واسماعيل ياسين ومن اخراج حلمي رفلة. وبعدها شاركت في افلام "المتهم" من اخراج كمال عطية و"لن اعترف" لكمال الشيخ و"غلطة أب" لبركات. ثم كان اتجاهها الى ادوار الشر فجسدت دور شريرة في "أعز الحبايب" امام سعاد حسني وفي "رابعة العدوية" في دور دلال وفي "المدير الفني" أمام فريد شوقي واخراج فطين عبدالوهاب. وهي تعد الوحيدة من بنات جيلها التي لعبت بطولة اربعة افلام مع فطين عبدالوهاب وهي "اسماعيل ياسين في البوليس" و"الفانوس السحري" و"كرامة زوجتي" امام صلاح ذو الفقار وشادية الى جانب "المدير الفني"، ونظراً لاجادتها اللغتين الفرنسية والانكليزية شاركت في افلام اجنبية عدة ابرزها "ابن الصحراء" امام ميمو دراولاو روزال بانيرو ومن اخراج ليوناردو شيفراني. "الحياة" التقتها في البناية التي تملكها عمارة الشريفة في شارع الهرم اثناء تحضيرها لفيلم جديد بعنوان اولاد الشوارع من تأليف هاني الحلواني وكان هذا الحوار: لماذا العودة الى الفن بعد هذا الغياب؟ - انا لم اعتزل الفن يوماً واحداً. ولم اغب عنه طوال الفترة التي قضيتها في السويد لأن الفن في دمي منذ الصغر واثناء سفري كنت اتابع السينما تحديداً والفن في مصر بشكل عام من خلال المحطات الفضائية والشرائط التي كانت تصلني اولاً بأول. الى جانب انني لمست ان ابني الممثل الشاب طارق عبدالواحد يمتلك موهبة حقيقية وتأكدت انها لن تتحقق الا في مصر، لأنك كما تعلم ان بلداً مثل السويد رغم تقدمها الكبير الا انها ضعيفة جداً في مجال الفن. وما دوافعك الى تكوين شركة للانتاج الفني؟ - قمت بتكوين الشركة منذ ثلاثة اعوام وهي تحمل عنوان "هوليوود" وكان باكورة انتاجها فيلم "ابناء الشيطان" قصة ابراهيم عفيفي وسيناريو وحوار بشير الديك وبطولة حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وعبير صبري وغسان مطر وطارق عبدالواحد، وقمت في الفيلم بدور امه. والفيلم من اخراج ابراهيم عفيفي. ونعد حالياً لانجاز غير فيلم اقربها "اولاد الشوارع" تأليف هاني الحلواني واخراج اشرف فهمي، وهو فيلم يناقش قضية غاية في الاهمية توليها السيدة سوزان مبارك اهتماماً كبيراً بنفسها وهي قضية اولاد الشارع الموجودين اسفل الكباري وفي الشوارع. ومع احترامي لجميع من كونوا شركات للانتاج الفني فانه من المفترض ان من يدخل هذا المجال لا بد ان يكون فناناً على الاقل لأن هذا هو مجال الفنان، الامر الذي يجعله اكثر فهماً من غيره. وعن نفسي اتجهت الى تكوين الشركة لشعوري بأنني استطيع ان اقدم الكثير في هذا المجال. في سبيل الابن يردد البعض انك كونت الشركة للدفع بابنك طارق عبدالواحد الى مجال التمثيل؟ - ابني موهوب، وهذه ليست شهادتي وحدي ولكنها شهادة كثيرين من اهل الفن، وشهادة جميع من عمل معهم من الذين اشادوا بمستواه ومنهم ابراهيم عفيفي وطارق النهري وغيرهما. والتمثيل من وجهة نظري موهبة وليس فيه وساطة، فالموهبة هبة من الله. ثم ما المانع اذا كانت لدي القدرة على الدفع بابني ومساندته كما يفعل الكثيرون من آباء وامهات الشباب الجدد. رغم طيبتك الزائدة انه تم حصرك لاعوام طويلة في ادوار الشر. ما السبب؟ - كل من جسدوا ادوار الشر وبرعوا فيها كانوا في منتهى الطيبة والحنان، واذكر منهم زكي رستم ومحمود المليجي وعادل ادهم وفريد شوقي، وبالنسبة الي فانني قدمت ادواراً طيبة غير مرة، ثم حصرني المخرجون في ادوار الشر لأن هذه النوعية من الادوار كانت في حاجة الى ممثلة قوية ذات مواصفات خاصة، رأى المخرجون انها تنطبق عليّ واديتها على اكمل وجه. واعتقد ان الممثل في النهاية يشبه العجينة التي يمكن تشكيلها غير مرة. في رأيك ما هو ابرز ما كان يميز جيلكم الفني؟ - نحن جيل ضحى بالكثير واعطى الفن كل شيء ولم يأخذ قدر ما اعطى، والدليل اننا كنا نعمل بأقل الامكانات الممكنة، وتستطيع ان تسأل عن ذلك كل بنات جيلي من امثال فاتن حمامة ومريم فخرالدين وهند رستم وسميرة احمد وسميحة ايوب، وغيرهن وابرز ما كان يميز جيلنا انه كان يوجد ترابط وحب كبيران بيننا وهذا لا زال موجوداً بيننا الى الآن، كنا نحب المهنة للمهنة فقط. وما رأيك في الجيل الحالي… والفن حالياً؟ - تعجبني يسرا والهام شاهين ورانيا فريد شوقي، واعتقد ان البقاء في الفن للاصلح، واعتبر الفنان عادل امام هو القمة في كل شيء ولا استطيع مقارنة اي مخلوق به، لأنه فنان عبقري ولأن مقارنة اي فنان قديم او جديد به ستكون ظالمة. واشعر ان الفن لم يعد مثلما كان في السابق مع الاحترام الشديد للموجودين حالياً لأنني ارى انه لا يوجد التزام او ترابط. الى جانب ان عدداً كبيراً يدخل الفن من اجل المادة والشهرة فقط، من دون ان يكون لديه اية مقومات فنية، واؤكد ان من يدخل الفن من اجل المال فهو ليس فناناً لانه الى زوال.