تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة في غروزني واضطرت الى التراجع على عدد من المحاور في المدينة. وقللت مصادر شيشانية من اهمية القوة العسكرية الروسية، مؤكدة ان المقاتلين الشيشان قادرون على فتح ثغرات في الطوق الذي يفرضه الروس على غروزني. وزاد في احراج موسكو، تلميح الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن في القدسالمحتلة امس، الى ان الحرب في الشيشان ستنتهي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في بلاده، ما يعزز التكهنات بترابط الأمرين. كذلك احرج الروس، اعتراف احد ضباط استخباراتهم الاسير لدى الشيشان، بأنهم وراء حملة التفجيرات التي كانت مبرراً لبدء الحرب راجع ص 8. وبدا الشيشان واثقين من انفسهم، وقال القائد الشيشاني عيسى منايف المسؤول عن غروزني: "لا نريد إرغام القوات الروسية على التراجع، بل نسعى الى استدراجها الى عمق المدينة وانزال أكبر مقدار من الخسائر بها". في المقابل، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان قواتها واصلت التحرك نحو وسط غروزني، وأكدت ان طوق الحصار يمنع محاولات الخروج من المدينة أو توصيل أسلحة وذخائر اليها. وواجهت القوات الروسية مقاومة عنيفة في المناطق الجبلية، خصوصاً في محيط بلدة فيدينو التي ذكرت موسكو ان وحدات المظليين وصلت الى مشارفها الجنوبية. ولهذه البلدة أهمية استراتيجية ومعنوية، اذ كان فيها مقر الإمام شامل اثناء الحرب القوقازية في القرن التاسع عشر، وهي موطن القائد الميداني شامل باسيف الذي ذكرت مصادر انه غادر غروزني سراً ليقود عمليات في الجبال. واعترفت القيادة الروسية بأنها فقدت حتى الآن حوالى 600 قتيل و2000 جريح ولم تحدد عدد الأسرى، فيما ذكر الشيشانيون أنهم تمكنوا من أسر بضع عشرات من الجنود والضباط. ووضع الرئيس السابق بوريس يلتسن الكرملين في موقف حرج، معلناً انه يتوقع انتهاء الحرب في الشيشان في غضون شهر او شهرين، ما اعتبر تلميحاً الى تزامنها مع الانتخابات الرئاسية الروسية لضمان فوز خلفه فلاديمير بوتين. في الوقت نفسه، اثار تقرير لصحيفة "ذي اندبندنت" بلبلة في موسكو، اذ حصلت الصحيفة على شريط يتضمن اعترافاً لضابط استخبارات روسي أسر في الشيشان، يقر بأن الاستخبارات الروسية مسؤولة عن الاعتداءات بالمتفجرات التي استهدفت مباني سكنية في موسكو الصيف الماضي، وكانت مبرراً لشن الحرب على الشيشان. وسارعت موسكو الى نفي هذه المعلومات.