أكد الشيشانيون أنهم سيعرضون قريباً شريط فيديو لاعترافات الجنرال الروسي الأسير ميخائيل مالوفييف. وعلمت "الحياة" ان الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين طلب من مفتي الشيشان التوسط لإطلاق سراح الجنرال. وتوقع بوتين عمليات انتقامية للشيشان داخل روسيا لكنه دعا الى "القضاء على المجرمين". اعترفت موسكو بصورة غير مباشرة بأن الجنرال ميخائيل مالوفييف وقع في الأسر، كما اعترفت بأنه كان قبل ثلاثة أيام يقود العمليات لاقتحام غروزني. ونقلت وكالة انباء "ايتار تاس" الرسمية عن القيادة العسكرية الروسية ان فرقاً خاصة تبحث عن الجنرال في المناطق الغربية من العاصمة الشيشانية، وتستخدم كلاباً مدربة للبحث عن جثث تحت الانقاض في احتمال ان يكون قتل في مكمن للمقاتلين الشيشان. وكان الجنرال توجه الى الجبهة في غروزني لتشجيع جنوده على القتال. واعتبر وزير الدفاع المارشال ايغور سيرغييف ان مالوفييف أبدى شجاعة في ذلك. لكنه "اضطلع بمهمة لا تليق بمقامه"، في اشارة الى مشاركته شخصياً في عملية تشجيع الجنود. ورفض سيرغييف تقديم أي تفاصيل أخرى ما لم يتضح هل ان الجنرال حي أو ميت. وفي غروزني، أكد القائد الميداني باودي باكويف ان مالوفييف "معافى" وموجود حالياً في منطقة جبلية حيث يجري استجوابه ويسجل ذلك على شريط فيديو. وقال ان الشريط سيسلم قريباً الى القيادة الروسية. وأوضح ان الشيشانيين كانوا حصلوا على معلومات عن قرب وصول مالوفييف الى الموقع الذي أسر فيه. وأكد انه تم أمس اسر مجموعة من الضباط الروس بينهم مقدم ورائد في وادي ارغون. وأبلغ "الحياة" مصدر شيشاني في العاصمة الروسية ان المفتي أحمد حاج قادر الذي كان وصل الى موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين، عاد بسرعة الى غوديرميس الخاضعة لسيطرة القوات الروسية ليبدأ بطلب شخصي من بوتين، محاولات لتأمين الافراج عن مالوفييف أو مبادلته بمقاتلين أسرى. وقد يقوم بمهمة مماثلة رئيس "مجلس الدولة الشيشاني" المتعاون مع موسكو مالك سعيد اللايف الذي أعلن انه سيتوجه غداً السبت الى غروزني وتوقع ان يلتقي الرئيس اصلان مسخادوف. وذكر سعيد اللايف امس انه التقى رئيس هيئة الأركان الروسية اناتولي كفاشنين وأبلغه ان قادة ميدانيين لم يشاركوا في العمليات الأخيرة مستعدون، في حال حصولهم على ضمانات، لإلقاء السلاح أو حتى للقتال الى جانب القوات الروسية. وأضاف ان محادثات اجراها هؤلاء في موسكو "تبعث على التفاؤل". وتزامنت المساعي الرامية الى خلق مناخ تفاوضي مع تصعيد ميداني واضح، اذ نفذت الطائرات الروسية زهاء 200 غارة. وواصلت القوات هجماتها على محاور عدة في محاولة للوصول الى وسط غروزني. كما استهدفت المناطق الجبلية في جنوب الشيشان. وذكر نائب قائد القوات الروسية في القوقاز الجنرال فاديم تيمتشينكو ان المدافعين عن العاصمة الشيشانية أقاموا ثلاثة أطواق محصنة. وأشارت "ايتار تاس" الى ان الشيشانيين يتقدمون من مواقع القوات المهاجمة و"يلتصقون" بها لتفادي نيران المدفعية. وأكد المارشال سيرغييف ان قواته "لن تخفض فاعليتها"، لكنه قال انها ستحاول تقليص الخسائر الى أدنى حد. الى ذلك، ذكر بوتين ان "العمل الحاسم" أي الحرب في القوقاز أمنت "تفادي انهيار روسيا". ولمح الى أن روسيا قد تشهد اعمالاً ارهابية انتقامية. ودعا وزارة الداخلية واجهزة الأمن الى اتخاذ احتياطات لمنعها. وحذر من أن خطر هذه الأعمال سيظل قائماً "ما لم نقض على المجرمين" في الشيشان. وشدد على أن العملية العسكرية ستستمر حتى "التحرير الكامل" للأراضي الشيشانية.