} شهدت غروزني حرب شوارع ضارية. وصدرت بيانات متناقضة عن الوضع في المدينة، فيما اعترفت موسكو في صورة غير مباشرة بأسر أحد جنرالاتها. وأعلن مالك سعيداللايف الذي يرأس مجلساً شيشانياً موالياً لموسكو، انه سيتوجه إلى غروزني للتفاوض مع الرئيس أصلان مسخادوف. واصلت القوات الروسية محاولاتها لكسر شوكة المقاومة الشيشانية واختراق تحصيناتها في المناطق المحيطة بوسط غروزني، إلا أنها أخفقت في الهيمنة على مواقع استراتيجية أبرزها ساحة مينوتكا التي استعادها الشيشانيون. وأعلن قائد الميليشيات الشيشانية المتعاونة مع موسكو بيسلان غانتميروف أمس، ان رجاله استولوا على عدد من الحارات قرب وسط المدينة، وتمكنوا من أسر 12 شخصاً بينهم "مرتزقة" روس. وذكر ان الروس والمتعاونين معهم، سيطروا على ساحة مينوتكا بالكامل. إلا أنه قيادة القوات الروسية اعترفت بعدم صحة ذلك، وقالت إن المعارك حول الساحة مستمرة. واعترف نائب القائد العام للقوات الروسية في القوقاز فاديم تيمتشينكو بان الجانب الروسي "يستخدم بكثافة أحدث أنواع الأسلحة". لكنه لم يرد على اتهامات أن بينها أسلحة ممنوعة دولياً. واتبع الشيشانيون بنجاح تكتيكهم الجديد الذي يتلخص في استدراج المدرعات الروسية إلى الشوارع الضيقة المحصورة بين العمارات المهدمة لمهاجمتها من فرق "ثلاثية" يضم كل منها قناصاً وحامل "آر. بي. جي" صاروخ محمول على الكتف ومقاتلاً مسلحاً بمدفع رشاش. وينتقل المقاتلون الثلاثة من موقع إلى آخر، ليبقوا في منأى عن المدفعية الروسية. الجنرال الاسير ورفضت وزارة الدفاع الروسية تأكيد أو نفي نبأ أسر الجنرال ميخائيل مالوفييف، لكنها اعترفت بان الضابط مفقود. وذكرت انها "تتحرى الموضوع". ورأى مراقبون ان هذا اعتراف واضح بأسر مالوفييف، إذ لا يعقل ان تحتاج وزارة الدفاع إلى "التحري" طويلاً عن ضابط برتبة جنرال. ومع اشتداد المعارك ضراوة، تزايدت الدعوات إلى استئناف الحوار. وأكد مالك سعيداللايف رئيس "مجلس الدولة" الشيشاني الذي شكلته موسكو كهيئة منافسة لغروزني، أنه سيتوجه إلى العاصمة الشيشانية لمقابلة مسخادوف مطلع الأسبوع المقبل. وأكد مجدداً ما ذكره سابقاً من ان قادة ميدانيين تحت امرتهم سبعة آلاف مقاتل، يجرون مفاوضات في موسكو. ونفى ناطق باسم وزارة الأمن الروسية علمه بوجود هؤلاء "القادة" أو بالحوار معهم، فيما أكد مدير الديوان الرئاسي الشيشاني ابتي باتالوف ان كل القادة الميدانيين موجودون إما في غروزني أو في الجبال. ونفى أن يكون لقاء مسخادوف وسعيداللايف تم الاتفاق عليه، لكنه ذكر ان الرئيس الشيشاني لم يغير موقفه الداعي إلى الحوار وصوغ مبادئ للعلاقات بين موسكو وغروزني. وفي الوقت نفسه، دعا رئيس جمهورية اوسيتيا الشمالية الكسندر دزاسوخوف، وهو أحد الساسة المتنفذين في روسيا، إلى تفعيل الاتصالات مع مسخادوف. وذكر ان الأخير "مستعد للمشاركة في مكافحة الاجرام والارهاب". وحذر دزاسوخوف الذي عمل في الماضي سفيراً للاتحاد السوفياتي في دمشق، من محاولات لاستغلال الحرب الشيشانية للايقاع بين الإسلام والارثوذكسية، ودعا إلى التصدي إلى مثل هذه المحاولات. على صعيد آخر، دعا رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي اللورد راسل جونستون الذي زار القوقاز، إلى وقف القتال وبدء مفاوضات. لكنه لم يحدد الطرف الذي يمكن لموسكو التفاوض معه. وذكر ان مسخادوف "فقد هيبته" وان النظام الذي اقامه "غير مقبول" وفي ظله ازدادت نسبة الجريمة وخطف الرهائن ولم تعد القوانين سارية المفعول. وتابع ان مسخادوف لا يستطيع تنفيذ مطالب موسكو بتسليم "ارهابيين" لضعفه. وأضاف انه إذا كان الرئيس الشيشاني لا يزال قادراً على تسليمهم، فإن الاوروبيين يدعونه إلى أن "يفعل ذلك فوراً". ولم يستبعد ان يثار موضوع تعليق عضوية روسيا في الجمعية الأوروبية، لكنه ذكر أنه شخصياً لن يؤيد هذا الاقتراح. وشدد على أن جولته في القوقاز أدت إلى "تغيير موقفه" مما يجري هناك.