لم يكتب مصطفى لطفي المنفلوطي في حياته سوى كتاب واحد، هو أقل كتبه شهرة، ومع هذا كان المنفلوطي طوال عقود من السنين الكاتب الذي يقرأه ملايين القراء العرب اكثر من غيره. وكان اكثر كاتب عربي انزل الدموع من المآقي، وخلق في ذات عرب كثيرين عالم احزان كامل. كتاب المنفلوطي الوحيد المهم هو "القضية المصرية من سنة 1921 الى سنة 1923" وكان آخر كتبه، اذ ان هذا الكاتب رحل عن عالمنا في العام 1924. المنفلوطي لم يحقق شهرته بفضل كتابه السياسي الاخير، بل بفضل نصف دزينة من الكتب ترجمها عن الفرنسية، وتناسى القراء دائماً انها مترجمة فعاملوها على اساس انها كتب منفلوطية قرأوها مرات ومرات، وبكوا بين صفحاتها وترسخت لديهم بفضلها نزعة رومانطيقية لا لبس فيها، ورثوها من آداب القرن الأوروبي المنصرم. ولد المنفلوطي في العام 1873 على الارجح ودرس في الأزهر ثم انصرف الى الصحافة وخاض القضية الوطنية فسجن في العام 1897 بسبب قصيدة هجا فيها الخديوي. بعد ذلك كتب المنفلوطي في "المؤيد" وصادق محمد عبده وابراهيم المويلحي. ثم راح يصدر كتبه: "النظرات" ثم "العبرات" ثم "الانتقام" و"تحت اشجار الزيزفون" و"في سبيل التاج" و"بول وفرجيني" وغيرها، وكلها روايات فرنسية اسقط عنها اسم المؤلف، فتلقفها القراء وأسبغوا عليها وعلى صاحبها شهرة وهالة ظلتا محيطتين به عقوداً بعد رحيله.