اكدت زيارة وزير الخارجية الفرنسية هوبير فيدرين رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في منزله في باريس مساء اول من امس، ان لا خلاف في السياسة الفرنسية حيال لبنان بين الرئاسة الفرنسية والحكومة الاشتراكية التي يترأسها ليونيل جوسبان ويقود ديبلوماسيتها فيدرين. ووصف مصدر فرنسي مسؤول ل"الحياة" امس وضع العلاقات الفرنسية - اللبنانية الآن بأنها "طبيعية"، موضحاً ان من الطبيعي ان يزور فيدرين الحريري، وأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان وصف هذه العلاقات بأنها استثنائية، وأكد في اول عهده ان لبنان وفلسطين سيكونان المحورين الاساسيين لإعادة فرنسا وديبلوماسيتها الى العالم العربي. وتحدث مصدر فرنسي مطلع على تفكير الاوساط المسؤولة الفرنسية الى "الحياة" عن "بعض الفتور في العلاقات الفرنسية - اللبنانية بعد انتخاب الرئيس اللبناني إميل لحود كونه لم يعط اي اشارة علنية الى فرنسا بنيته ان تبقى العلاقات الثنائية مميزة". وتابع "ان شيراك اتصل بلحود هاتفياً، فور انتخابه، وكان اول رئيس يجري اتصالاً لتهنئته، ودعاه الى القيام بزيارة دولة لفرنسا". ولاحظ ان لحود "لم يعط بعد ذلك اي اشارة علنية الى تطلعاته الى العلاقة الفرنسية - اللبنانية والى ما قامت به فرنسا حيال لبنان حتى انه لم يشر مرة واحدة في خطاب القسم مثلاً الى فرنسا". وأضاف ان الاوساط المسؤولة مهتمة بلبنان وحريصة على دعمه ومساعدته لكنها في هذه المرحلة تترقب تطور الاوضاع فيه. وتابع ان فرنسا مدركة ان الحكومة اللبنانية تضم عدداً من الوزراء الجيدين. الى ذلك، علمت "الحياة" من مصدر فرنسي مطلع ان فرنسا وجهت دعوة الى البطريرك الماروني نصرالله صفير للقيام بزيارة رسمية لباريس قريباً. وبالنسبة الى الدعوة التي وجهت الى لحود، قال انها ما زالت قائمة لكن البعض يستبعد ان تتم قريباً نظراً الى الفتور في العلاقات كون لحود لم يبد اي تجاوب مع ترحيب شيراك بانتخابه. وتابع المصدر "على رغم الترقب الفرنسي، هناك تبادل زيارات بين الوزراء. فوزيرة الثقافة الفرنسية كاترين تروتمان ستزور لبنان قريباً بينما كان نظيرها اللبناني محمد يوسف بيضون استقبل بحرارة في باريس". ورأى ان فرنسا، بغض النظر عن وجود الحريري في رئاسة الحكومة او غيابه عنها، تنظر الى وضع لبنان باهتمام بالغ وبقلق على مصيره، لأنه مسألة تهم الرأي العام الفرنسي بكل شرائحه، لحرصه على النظام الديموقراطي والحريات فيه.