أطلق القائد العام للحرس الثوري اللواء رحيم صفوي تحذيرات نقلتها صحيفة "صبح أمروز" الاصلاحية ولم تنشرها الصحف المحافظة، قال فيها انه "ينبغي التفتيش عن المندسين" في مناصب كبيرة ويشاركون في صنع سياسة البلاد الثقافية". وتساءل صفوي: "هل ألقينا القبض على الجواسيس الاسرائيليين والاميركيين والبريطانيين أم أنهم موجودون في أعلى المناصب لرسم سياسات ايران" الثقافية. ونقلت الصحيفة عن صفوي قوله أمام حشد من قوات المتطوعين الباسيج ان "أعداء ايران بدأوا يندسون في مراكز صنع القرار الثقافي"، مضيفاً ان "هذا الأمر ليس عادياً، اذ تساهم في ذلك بعض الصحافة الداخلية". وقال ان الصحف والاذاعات الاجنبية "تشن هجمة ثقافية ونفسية، وتعلن ان هدفها دعم تيار المتساهلين في قضية اضعاف ولاية الفقيه، وإحداث تغييرات في الدستور". واعتبر "انهم يريدون استحداث تعابير سياسية جديدة في صحفهم ظناً بأنهم يتمكنون عبر التعابير الجميلة تضليل جيل الشباب". واضاف ان "هؤلاء يرون بقاء الدولة في الصفقات السياسية". ووصف صفوي هذا النهج بأنه "منحرف" داعياً قوى الثورة الى "الحفاظ على تلاحمها لتحقيق الغلبة في الساحة الثقافية". أما صحيفة "كيهان" المسائية فنقلت عن صفوي "ان أعداء الثورة لديهم مشروع ثقافي استراتيجي يقضي بإحداث انقلاب ضد النظام الاسلامي في ايران على المستوى البعيد". ورأى ان "من الضروري كشف العناصر المغرضة المنساقة في الهجمة الثقافية العدوة أمام الرأي العام". وأضاف: "إن أعداء الثورة يسعون الى الاندساس في مراكز صنع القرار الثقافي والاقتصادي والعلمي في اطار خطتهم لقلب النظام". ولم تشر الصحيفة الى أي اتهامات بالتجسس وجهها صفوي ضد أي من المسؤولين. وتشكل السياسة الثقافية والصحافية التي يعتمدها وزير الثقافة والإرشاد عطاءالله مهاجراني محوراً لانتقادات عنيفة من جانب التيار المحافظ، اذ صدر عدد من التحذيرات مما يوصف ب"مخاطر" تلك السياسة على الصعيدين الاعلامي والثقافي الى حد وصفها بحالة من الانفلات في بعض الأوساط المحافظة. وأعرب كبار قيادات التيار المحافظ عن قلقهم حيال ذلك، لكن محاولات عزل مهاجراني عبر استجوابه أمام البرلمان العام الماضي لم تحقق نجاحاً. ويقول مهاجراني انه يُطبق الخطة الثقافية لحكومة الرئيس محمد خاتمي. ونُقل منذ نحو شهرين ان مهاجراني تعرض لانتقادات حادة من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في جلسة للمجلس الأعلى للثورة الثقافية. وأفادت المصادر ان المرشد رفض طلباً من مهاجراني لتقديم توضيحات، آخذاً على مهاجراني تضييعه كافة الفرص الكثيرة التي اعطاها إياه سابقاً.