قرر القضاء الكندي ابقاء شاب جزائري في مونتريال في السجن بلا كفالة تمهيداً لاحتمال تسليمه لاميركا حيث يواجه تهمة المشاركة في محاولة تهريب المتفجرات التي اعلنت واشنطن احباطها في منتصف الشهر الماضي واعتقال المتهم الأساسي فيها احمد رسام، وهو ايضاً شاب جزائري يعيش في مونتريال. وجاء قرار سجن الشاب الجزائري ويدعى مختار هواري 31 عاماً في ختام جلسة عقدتها المحكمة العليا برئاسة القاضي جان غي بوالارد في مونتريال اول من امس واستمرت زهاء ساعتين. ولم توجه المحكمة الى هواري تهمة محددة. لكن القاضي اوضح انه اتخذ قراره بناء على "أدلة مقنعة تشير الى ان السجين ينتمي الى منظمة ارهابية"، في اشارة الى "الجماعة الاسلامية المسلحة". وحدد القاضي منتصف آذار مارس المقبل موعداً لعقد جلسة استماع للنظر في طلب قدمته وزارة العدل الاميركية لتسليم هواري للولايات المتحدة. واستمعت المحكمة الى شهادة المحقق في الشرطة الكندية سيرج اينو الذي ربط بين هواري وشاب جزائري آخر يدعى عبدالغني مسكيني كانت السلطات الاميركية اعتقلته في بروكلين عشية الألفية واتهمته بالتورط مع رسام في محاولة تهريب المتفجرات. وقال المحقق الكندي ان "هواري كان على اتصال هاتفي مع عبدالغني في الايام التي سبقت اعتقال رسام مباشرة والأيام التالية". وكانت عريضة اتهام كُشفت في نيويورك الثلثاء الماضي زعمت ان هواري "أمر" عبدالغني بالتوجه الى سياتل في ولاية واشنطن وهي المدينة التي كان يفترض ان يتوجه اليها رسام وحيث اعتقل. الا ان المحامي الموكّل للدفاع عن هواري، جوزيف الفاسي، اكد براءة موكله من التهم الموجهة اليه. وقال ل"الحياة" خارج قاعة المحكمة ان هواري "تعرض للاستجواب على ايدي عناصر من الشرطة ووكالات الاستخبارات الكندية مرات عدة قبل اسبوعين من اعتقاله، وقدم لهم كل ما لديه من معلومات ولم يحاول الهروب مرة واحدة، مما يدل على براءته". وكشفت وثائق المحكمة ان هواري وصل الى كندا في تشرين الاول نوفمبر 1993 وطلب منحه حق اللجوء بموجب معاهدة الاممالمتحدة الخاصة باللاجئين، زاعماً ان الحكومة الجزائرية تلاحقه بسبب انتمائه ونشاطاته السابقة في صفوف الجبهة الاسلامية للانقاذ. الا ان سلطات الهجرة الكندية رفضت طلبه لعدم اقتناعها بصحة روايته ولعدم توافر معلومات في شأنه لدى البوليس الدولي انتربول. وذكرت الوثائق ان هواري قدم طلباً ثانياً للحصول على حق اللجوء في العام التالي وقوبلت محاولته الجديدة بالرفض. الا ان القضاء الكندي لم يصدر بحقه قراراً بالابعاد حيث استمر في العيش في مونتريال وافتتح متجراً لبيع التحف والهدايا في احد احياء المدينة حتى اعتقل بطلب من الولاياتالمتحدة. وفي سياتل ا ب، مثل الخميس جزائري آخر يدعى عبدالحكيم تبزغا امام محكمة اميركية في شأن علاقته بافراد في شبكة رسام. ودفع الشاب الجزائر ي امام المحكمة ببراءته من تهم تتعلق بقوانين الهجرة. وكان مكتب التحقيقات الفديديرالي اف. بي. آي استطاع الحصول على "معلومات مهمة" عن عملية تهريب المتفجرات الى الولاياتالمتحدة بعد تنصته على مكالمات هاتفية بين تبزغا ورفيقه الجزائري مسكيني. واضافة الى هؤلاء، يربط الادعاء الاميركي امرأة كندية تدعى لوتشيا غالغارو متزوجة من جزائري ب"شبكة رسام". وهي اعتُقلت على الحدود الاميركية - الكندية في 19 كانون الاول ديسمبر الماضي خلال محاولتها تهريب الجزائري بوعبيد شمشي من كندا الى الولاياتالمتحدة.