أمضت سلطات الامن الاميركية الساعات الاخيرة من القرن الماضي في حملة اعتقالات وتحقيق واسعة في اوساط المهاجرين العرب اسفرت عن اعتقال 40 شخصاً احدهم متهم رئيسي في قضية الشاب الجزائري احمد رسام. وهدد أحد ممثلي الجالية الاسلامية في مونتريال بمقاضاة الشرطة والصحافة الكندية بسبب ما وصفه "محاولات للنيل من سمعة المسلمين في كندا". وقال جيم ديفيز الناطق باسم مكتب التحقيقات الفيديرالي "نحن نجري عدداً من الاستجوابات في اطار تحقيق مستمر يتركز اساساً" على الجزائري احمد رسام الذي اعتقل في 14 من كانون الاول ديسمبر الماضي. واضاف المتحدث ان موجة الاستجوابات المنسقة من جانب مكتب التحقيقات الفيديرالي بدأت يوم الخميس بعد ان خلص المكتب "الى انه حان الوقت لاجراء استجوابات علنية" تقوم على معلومات جمعت بطرق سرية. وقال مسؤول فيديرالي رفيع في مجال تنفيذ القانون ان نحو 40 شخصاً استجوبوا غالبيتهم في ولاية واشنطن وتكساس وماساتشوستس ونيويورك وكاليفورنيا في شأن ما يعرفونه عن رسام وآخرين مرتبطين به. واضاف المسؤول "هؤلاء اناس قد تكون لديهم معلومات مفيدة". وقال ان التحقيق يشمل سلسلة استجوابات منفصلة يجريها موظفو مكتب التحقيقات الفيديرالي مع اناس قد يكون لديهم معلومات عن رسام او شركائه. وكشفت النائبة العامة لجنوب نيويورك ماري جو وايت في مؤتمر صحافي ليل الخميس ان سلطات الامن اعتقلت شاباً يدعى عبدالغني في حي بروكلين في ساعة مبكرة من يوم اول من امس الخميس مشيرة الى ان اعتقال المذكور تم بناء على معلومات تفيد تورطه مع رسام الذي ضبطه رجال الجمارك واتهم بمحاولة ادخال مواد لصنع متفجرات من كندا. وعن علاقة المتهم الجديد برسام قالت النائبة ان عبدالغني انتحل شخصية باسم ادوارد روكا واشترى تذكرة طائرة مستخدماً بطاقة ائتمان مزورة ثم انتقل جواً الى مدينة سياتل في ولاية واشنطن حيث امضى هناك الفترة من 11 الى 16 الشهر الماضي بأمل لقاء رسام الذي اعتقلته السلطات الاميركية في ميناء بورت انجليس القريب من سياتل في 14 من الشهر ذاته. واضافت النائبة ان عبدالغني كان يفترض ان يساعد رسام في جمع المال في مدينة شيكاغو ومدن اميركية اخرى لكنه عاد الى نيويورك بعد يومين من اعتقال رسام وحاول تدمير تذكرة الطائرة التي حصل علىها من شركة "دلتا ايرلاينز" ووثائق اخرى بينها إيصالات مصرفية تثبت وجوده في مدينة سياتل. واتهم مكتب التحقيقات الفيديرالي عبدالغني بالتآمر مع آخرين غير رسام لتوزيع واستخدام بطاقات ائتمان مزورة. واعلنت انه تلقى شكاوى في هذا الشأن من مصدر لم يكشف النقاب عن هويته، مشيراً الى ان المصدر المذكور زعم ايضاً ان عبدالغني امضى فترة من الزمن في افغانستان. واوضحت النائبة العامة لجنوب نيويورك ان مكتب التحقيقات ركز اهتمامه على عبدالغني بعد العثور على قصاصة ورقية كانت بحوزة رسام اثناء اعتقاله وحملت اسم عبدالغني ورقم هاتفه. وقالت ان رقم الهاتف قاد الشرطة الى الشقة رقم 944 في شارع نيوكيرك في حي بروكلين حيث تم اعتقال عبدالغني وثلاثة آخرين. وقالت وايت ان "الاعتقالات الاخيرة جاءت ضمن جهود تبذلها سلطات الامن للتحقق من معلومات تتعلق بحظر حدوث هجمات محتملة"، لكنها اكدت ان المعلومات المتوافرة "لا تشير الى ان هناك تهديدات محددة وجدية ضد اي هدف بعينه سواء في نيويورك او اي مكان آخر". وافاد مسؤولون في مكتب التحقيقات ان اثنين من المعتقلين اطلق سراحهما بعد اخضاعهما لتحقيقات روتينية بينما احتجز عبدالغني وشاب جزائري آخر يدعى نجم الدين حويشي. وذكر ان حويشي الذي مثل امام المحكمة الفيديرالية في نيويورك امس اعتقل بتهمة الاقامة بصورة غير شرعية في الولاياتالمتحدة الا انه يواجه احتمال الحبس لمدة عشرة اعوام في حال أدين بالانتماء الى منظمة ارهابية ولمدة خمس سنوات في حال ادانته بتهمة التلاعب ببطاقات الائتمان. واعلن الادعاء في بيرلنغتون اول من امس ان السيدة الكندية لوسيا غارفالو والشاب الجزائري بوعبيد شمشي المعتقلين منذ محاولتهما دخول الاراضي الاميركية من كندا في 19 الشهر الماضي ينتميان الى "الجبهة الاسلامية الجزائرية" التي ذكر بشكل غير رسمي ان رسام ينتمي اليها. يذكر ان التهم الخمسة التي وجهت رسمياً الى رسام من هيئة محلفين علىا في سياتل لا تشمل الانتماء الى منظمة ارهابية او التآمر للقيام بأعمال عدوانية في الولاياتالمتحدة بل تنحصر في محاولة نقل مواد لصنع متفجرات وجدت في الصندوق الخلفي لسيارة مستأجرة استخدمها في محاولة دخول الاراضي الاميركية. الا ان ذلك لا يغلق الباب امام احتمال توجيه تهم اضافية لاحقاً. وتشمل لائحة المتهمين شاباً جزائرياً من سكان مدينة مونتريال يدعى عبدالمجيد دهومان. وكانت الشرطة الكندية اعلنت الاسبوع الماضي البحث عن دهومان الذي قالت انه مطلوب في شأن التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيديرالي وتعتقد انه امضى فترة من الوقت مع رسام في احد فنادق مدينة فانكوفر الكندية وساعد في اعداد مواد صنع المتفجرات التي ضُبطت لاحقاً في حوزة رسام. ونفى كامل دهومان شقيق عبدالمجيد الذي يقطن ايضاً في مونتريال التهمة المنسوبة الى شقيقه وقال ان عبدالمجيد تلقى تعلىماً جامعياً في الجزائر وقدم الى كندا في العام 1995 لعدم رغبته في اداء الخدمة العسكرية في بلده. واكد ان شقيقه لا يملك اي خبرة في صنع المتفجرات. لكن الشرطة الكندية قالت عبر ناطق رسمي ان لديها ادلة كافية لاثبات ان رسام ودهومان اشتركا في اعداد مواد صنع المتفجرات في احد فنادق فانكوفر. وعلى صعيد انعكاسات الاحداث على الجاليات العربية في كندا وخصوصاً الجالية الجزائرية يبدو ان كثيرين لا يترددون في تقبل فكرة وجود "حفنة قليلة من المسيئين" في اوساطهم. لكن هذا الاقرار لم يمنع احد ممثلي المسلمين من التهديد بمقاضاة الشرطة والصحافة الكنديتين بسبب ما وصف ب"انعدام الدقة والموضوعية في التصريحات والمقالات".