وضعت حركة "طالبان" امكاناتها في تصرف الشيشان، مثيرة بذلك مزيداً من التساؤلات في موسكو حول مخاطر اتساع نطاق الحرب الدائرة في القوقاز. واعلن الموفد الشيشاني الى افغانستان سليم خان ياندربايف امس ان ألفي عسكري روسي قتلوا خلال الايام الخمسة الماضية في معارك غروزني. وعكس قلق الغرب من الحرب في القوقاز، اعراب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في موسكو عن مخاوف بلاده من "ان يتطور الوضع في الشيشان الى حال عدم استقرار مزمنة بما لذلك من انعكاسات عسكرية وسياسية". ودعا فيشر في محادثات مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف الى وقف الحرب فوراً. وجاء ذلك في وقت واجه الروس مأزقاً نتيجة عجزهم عن التقدم في غروزني، فيما علمت "الحياة" ان الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين طلب من مفتي الشيشان أحمد حاج قادر التوسط للافراج عن الجنرال الروسي الأسير ميخائيل مالوفييف. ويتوقع ان يقوم بمهمة مماثلة رئيس "مجلس الدولة الشيشاني" المتعاون مع موسكو مالك سعيد اللايف الذي أعلن انه سيتوجه اليوم الى غروزني على أمل لقاء الرئيس اصلان مسخادوف. واكد المقاتلون الشيشان ان مالوفييف "معافى" وموجود في منطقة جبلية حيث يجرى استجوابه ويسجل ذلك على شريط فيديو، سيسلم قريباً الى القيادة الروسية. وأشار الشيشان الى انهم اسروا مجموعة من الضباط الروس بينهم اثنان يحملان رتبتي مقدم ورائد، في مناطق اخرى جنوب الجمهورية. وشهدت الحرب تصعيداً، اذ نفذ الروس اكثر من 200 غارة جوية على غروزني في الساعات الاخيرة. وواصلوا هجماتهم على محاور عدة في محاولة للوصول الى وسط غروزني. كما استهدفوا المناطق الجبلية في جنوب الشيشان. واعترفت القيادة العسكرية الروسية بنجاح الشيشان في تحصين العاصمة واتباعهم استراتيجية جديدة ناجحة في الحرب.