تحركت القوات الروسية امس الجمعة في اتجاه العاصمة الشيشانية بعدما سيطرت على مدينة غاراغورسك، وتلقت اوامر بمواصلة زحفها في اتجاه غروزني. وواجهت مقاومة ضارية في المناطق، فيما اكدت وزارة الدفاع الروسية ان تعداد السكان في الجمهورية الشيشانية تقلص من 1.2 مليون قبل الحرب الاولى الى 160 الفاً فقط في الوقت الحاضر. وساند سلاح الجو الفيديرالي وحدات مدرعة وقوات مشاة تحركت على المحور الشمالي الشرقي من بلدة غاراغورسك في اتجاه غروزني، محاولة بسط سيطرتها على مواقع تجعل العاصمة الشيشانية في متناول المدفعية الروسية. وأكدت مصادر عسكرية شيشانية ان طابوراً من القوات الروسية تحرك امس نحو بلدة تولستوي يورت التي تبعد سبعة كيلومترات عن غروزني، فيما اكد قائد قوات القوقاز فيكتور كازانتسيف ان وحداته "انجزت المرحلة الاولى" وبدأت تنفيذ "المرحلة الثانية". وذكرت الدائرة الصحافية لوزارة الدفاع الروسية ان القوات الجوية ووحدات المدفعية قصفت مناطق بينها مطار الشيخ منصور في الضاحية الشمالية لغروزني وتمكنت من تعطيل محطة رادار. واضافت ان الشيشانيين يقومون بانشاء تحصينات من الخرسانة المسلحة حول العاصمة وزرع الالغام حول المنشآت الحساسة، ما يؤكد ان غروزني تتوقع اجتياحاً قريباً. وعلى محور آخر واصل الفيديراليون محاولاتهم للسيطرة على بلدة باموت التي كانت قلعة حصينة خلال الحرب السابقة وتعد من اهم النقاط الاستراتيجية قرب الحدود مع جمهورية اوسيتيا الشمالية. والى جانب العمليات العسكرية تحاول موسكو تشكيل "هياكل سلطة بديلة" في المناطق التي تسيطر عليها القوات الفيديرالية، وصدر امس قرار بتعيين نائب وزير المواصلات الفيديرالي نيكولاي كوشمان ممثلاً للحكومة الروسية في الجمهورية الشيشانية بصلاحيات واسعة. وكان كوشمان ترأس عام 1996 حكومة غروزني المتعاونة مع موسكو ثم غادر الأراضي الشيشانية اثر توقيع معاهدة السلام. وبدأ امس نقل مهاجرين شيشانيين من انغوشيتيا الى الشمال والى مناطق في العمق الروسي. ويذكر ان عدد المهاجرين وفق احصاءات رسمية بلغ 170 ألفاً، فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية ان مجموع المتبقين في الاراضي الشيشانية لا يتعدى 160 الفاً، بعد ان كان سكان الجمهورية وصل الى 1.2 مليون قبل بداية الحرب الاولى. واتهمت الوزارة "رجال العصابات" بمنع الكثيرين من مغادرة الجمهورية لجعلهم "دروعاً بشرية" من جهة ولارغامهم على بناء تحصينات من جهة اخرى. وابلغ مصدر في البرلمان الروسي ال"الحياة" ان موسكو قد تحاول "تسريع السيطرة" على مناطق شيشانية واسعة وجعلها ورقة للتفاوض قبل ان توقف القتال. واضاف ان السلطة التنفيذية تتعرض لضغوط داخلية وخارجية لدفعها الى استئناف الحوار. وأشار في هذا السياق الى ان الرئيس التتري المتنفذ منتيمير شامييف اكد امس انه "يرفض الحديث عن اسقاط الشرعية عن الرئيس اصلان مسخادوف". ومن جهة اخرى اشار وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر الى ان بلاده تؤيد مكافحة الارهاب لكنه اعرب عن القلق لأن العمليات العسكرية تؤدي الى "كارثة انسانية" ودعا الى حل سياسي للمشكلة ولم ينف نظيره الروسي ايغور ايفانوف احتمال استئناف الحوار. وقال ان موسكو "مستعدة" للحديث مع مسخادوف "على رغم انه لم ينتخب رئيساً وفق القوانين الروسية، لكنه اشترط تسليم "الارهابيين" تمهيداً للمفاوضات.