حرص الرئيس الإيراني محمد خاتمي على توجيه "رسالة سلام" إلى دول الخليج، من مدينة بندر عباس جنوبإيران، وهاجم في الوقت ذاته وجود القوات الأجنبية في المنطقة. وكان خاتمي يتحدث بعدما شهد عرضاً للقوات المسلحة الإيرانية. وذكر خاتمي باستراتيجية الخليج قبل ظهور النفط ليؤكد ازدياد أهميته في ظل اختزانه "الذهب الأسود"، مصدر الطاقة في العالم والغرب خصوصاً. واعتبر أن وجود القوات الأجنبية "مصدر للتوتر والأزمات"، وقال: "علينا إبراز قدرتنا على حماية أمن المنطقة واستقلالها"، داعياً إلى جعلها خالية من الوجود العسكري الأجنبي، استناداً إلى سياسة التقارب وإزالة التوتر التي تتبعها إيران. وشدد الرئيس الإيراني على أن أمن الخليج "مسؤولية دول المنطقة الراغبة في العيش بسلام ممزوج بالعزة"، لافتاً إلى أن القوات الإيرانية "لم تكن قوات معتدية ولن تكون كذلك، إلا أنها وقفت وستقف في وجه أي اعتداء"، في إشارة إلى الحرب العراقية - الإيرانية 1980-1988. وزاد ان قوات الجيش و"الحرس الثوري" و"المتطوعين" قاموا بأعمال "دفاعية كبرى"، واصفاً ذلك بأنه من "المفاخر". ورأى أن القوات الإيرانية هي "أقوى سند لإيران والمنطقة، وهي تدعو إلى الوحدة والتضامن والتعاون وتعزيز الأمن"، ورسالتها تفيد بوجوب الدفاع عن "أمن الخليج وعزته". وحض دول المنطقة على "تعزيز التعاون بينها، وتقوية اتحادها لإثبات قدرتها على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة". ولوحظ أن خاتمي جدد تأكيد صفة "الفارسي" عند ذكره الخليج، لكن خطابه الذي وُصف بأنه رسالة سلام جديدة إلى دول الخليج العربية، جاء ليوحي بأن استعمال صفة "الفارسي" لا يخرج عن كونه مسألة تاريخية وجغرافية من وجهة النظر الإيرانية. في الوقت ذاته، بعث وزير الدفاع الإيراني الأدميرال علي شمخاني برسالة إلى نظيره العُماني السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي، تشدد على تطوير العلاقات الثنائية، علماً ان هناك مذكرة تفاهم عسكرية بين إيران وسلطنة عُمان تنص على مشاركة كل طرف في المناورات التي يجريها الطرف الآخر بصفة مراقب. مواقف خاتمي نحو دول الخليج واكبتها مواقف لرئيس البرلمان علي أكبر ناطق نوري نحو الدول العربية والإسلامية في افريقيا، تؤكد تطوير التعاون معها، وذلك عشية حضور وفد برلماني مغربي جلسة البرلمان الإيراني اليوم.